للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما له من اتحاد منحتم … مع تعدد لمعلوم علم

يبنى عليه الزيد والنقصان … هل ينتمي إليهما الإيمان؟

وبحث هذه المسائل العقدية باختصار في المسائل الآتية:

المسألة الأولى: حقيقة الإيمان عند السلف: قول وعمل، يزيد وينقص (١). وقصدوا بالقول قول اللسان، وبالعمل عمل القلب والجوارح.

وبعض الناس يقسم ما في القلب إلى قول وعمل، ويقصد بقوله: تصديقه، وبعمله: النية واليقين والمحبة والإقبال على الله ونحو ذلك، ويدخل فيه ما كان مستحبًا من أعمال القلوب. وأما قول اللسان فقصدوا به الإقرار لفظًا بالأركان، ويدخل فيه ما كان واجبًا أو مستحبًا من أقواله، كالاستغفار وذكر الله، وقول الحق، وأما أعمال الجوارح، فهي ظاهرة مثل الركوع والسجود والقيام والجهاد … ونحو ذلك (٢).

أما المرجئة فهم على ثلاث طوائف (٣):

(١) مرجئة الفقهاء. وهؤلاء يقولون إنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان، ولا يعدون الأعمال من مسمى الإيمان.

(٢) المرجئة الجهمية: وهؤلاء يقولون: إنه تصديق القلب فقط، وما عداه من قول اللسان وعمل الجوارح ليس من مسماه، وتبعهم على هذا كثير من الأشعرية. وقد ذهب الغلاة من المرجئة إلى أنه المعرفة فقط (٤).


(١) انظر: الإيمان لابن أبي شيبة (٤٦)، والإيمان لأبي عبيد (٥٣، ٨٣)، والسنة لعبد الله بن أحمد (١/ ٣١٥ - ٣١٧)، والكاشف عن المحصول للأصفهاني (٢/ ٥٦٥) القسم الأول.
(٢) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٧/ ١٧١).
(٣) انظر: الإرشاد للجويني (٣٣٣)، و مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٧/ ١٩٥ - ١٩٧، ٣٨٧).
(٤) انظر: الكاشف عن المحصول للأصفهاني (٢/ ٥٦٣ - ٥٦٤) القسم الأول.

<<  <   >  >>