للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكل قضاء قضاه عثمان مني. وقال مالك: بلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره وقال مالك: لم يدرك عمر ولكن لما كبر أكب على المسألة عن شائه وأمره وقال قتادة: كان الحسن إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيب وقال العجلي (١): كان رجلًا صالحًا فقيهًا. وكان لا يأخذ العطاء وكانت له بضاعة يتجر بها في الزيت وقال أبو زرعة: مدني قرشي ثقة إمام وقال أبو حاتم (٢): ليس في التابعين أنبل منه وهو أثبتهم في أبي هريرة. قال الواقدي: مات سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد وهو ابن خمس وسبعين سنة وقال أبو نعيم: مات سنة ثلاث وتسعين. قلت: على تقدير ما ذكروا عنه أن مولده لسنتين مضتا من خلافة عمر والإسناد إليه صحيح يكون مبلغ عمره ثمانين سنة إلا سنة لا كما قال الواقدي، ومما يؤيده ما ذكره ابن أبي شيبة عنه أنه قال: بلغت ثمانين سنة وإن أخوف ما أخاف علي النساء وحكى أبو بكر بن أبي خيثمة عن ابن معين: أنه مات سنة (١٠٠) قال ابن أبي حاتم: ثنا علي بن الحسن، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن يحيى: إن شاء الله سمعت سعيد بن المسيب يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر. قال: وسمعت أبي وقيل له: يصح لسعيد سماع من عمر؟ قال: لا إلا رؤية رآه على المنبر ينعي النعمان بن مقرن. وروى ابن مندة في الوصية من طريق يزيد بن أبي مالك قال: كنت عند سعيد بن المسيب فحدثني بحديث فقلت له: من حدثك يا أبا محمد بهذا؟ فقال: يا أخا أهل الشام خذ ولا تسأل فإنا لا نأخذ إلا عن الثقات. قال: وسمعت أبي يقول: سعيد عن عمر مرسل يدخل في المسند على سبيل المجاز وقال يحيى بن سعيد عن مالك، لم يسمع سعيد من زيد بن ثابت وقال ابن المديني: لم يسمع من عمرو بن العاص وقال عبد الحق: تكلموا في سماع سعيد من صفوان بن المعطل وقال البيهقي: لم يسمع من عبد الله بن زيد صاحب الأذان وقال ابن حبان (٣) في الثقات كان من سادات التابعين فقهًا ودينًا وورعًا وعبادة، وفضلًا، وكان أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس لرؤيا ما نودي بالصلاة من أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد، فلما بايع عبد الملك للوليد وسليمان وأبي سعيد ذلك فضربه هشام بن إسماعيل المخزومي ثلاثين سوطًا وألبسه ثيابًا من شعر وأمر به فطيف به ثم سجن. وقال ابن سعد (٤) عن الواقدي: لم أر أهل العلم يصححون سماعه من عمر وإن كانوا قد رووه. قلت: وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه، فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر قرأته على خديجة بنت سلطان أنبأكم القاسم بن مظفر شفاهًا عن عبد العزيز بن دلف: أن علي بن المبارك بن نغوبا أخبرهم، أنا أبو نعيم محمد بن أبي البركات الجمازي، أنا أحمد بن المظفر بن يزداد، أنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان السقاء، ثنا ابن خليفة، ثنا مسدد في مسنده، عن ابن أبي عدي ثنا داود وهو ابن أبي هند، عن سعيد بن المسيب قال: سمعت عمر بن الخطاب على هذا المنبر يقول: عسى أن يكون بعدي أقوام يكذبون بالرجم يقولون: لا نجده في كتاب الله لولا أن أزيد في كتاب الله ما ليس فيه لكتبت أنه حق قد رجم رسول الله ورجم أبو


(١) الثقات: ١٨٨.
(٢) الجرح: ٤/ ٥٩.
(٣) الثقات: ٤/ ٢٧٣.
(٤) طبقات: ٢/ ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>