للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنان الدؤلي، وعبد الله بن عمرو بن عثمان، والفرزدق وجماعة. قال الزبير بن بكار: ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع. وقال جعفر بن محمد: كان بين الحسن والحسين طهر واحد. وقد تقدم في ترجمة الحسن شيء من مناقبهما. قال أنس: أما إنه كان أشبههم برسول الله . وقال إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب بنت أبي رافع: "أتت فاطمة بابنيها إلى رسول الله في شكواه الذي توفي فيه، فقالت لرسول الله: هذان ابناك فورثهما شيئًا. قال: أما حسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي". تابعه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، وعمه، عن أبي رافع نحوه. وقال سعيد بن أبي راشد، عن يعلى بن مرة رفعه: "حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، حسين سبط من الأسباط". وقال عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه: "سجد رسول الله سجدة أطالها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليه. قال (١): كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته". وقال ابن بريدة، عن أبيه: "كان رسول الله يخطبنا، فجاء الحسن والحسين، وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله من المنبر، فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله ورسوله ﴿أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ " (٢). الحديث. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبيد بن حنين: حدثني الحسين بن علي، قال: أتيت على عمر وهو يخطب على المنبر، فصعدت إليه فقلت له: أنزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك، فقال عمر: لم يكن لأبي منبر، وأخذني، فأجلسني معه أقلب حصى بيدي، فلما نزل انطلق بي إلى منزله، فقال لي: من علمك؟ فقلت: والله ما علمني أحد. قال: يا بني لو جعلت تغشانا، قال: فأتيته يومًا وهو خال بمعاوية، وابن عمر بالباب، فرجع ابن عمر، ورجعت معه، فلقيني بعد، فقال لي: لم أرك. فقلت: يا أمير المؤمنين إني جئت، وأنت خال بمعاوية، وابن عمر بالباب فرجع ورجعت معه، فقال: أنت أحق بالإذن من ابن عمر، وإنما أنبت ما ترى في رءوسنا الله ثم أنتم. رواه الخطيب بسند صحيح إلى يحيى. وقال يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث: بينما عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلًا، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم. وقال شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه: أنه سافر مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي: صبرًا أبا عبد الله صبرًا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: من ذا أبا عبد الله، قال: "دخلت على رسول الله وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. وقال: هل لك أن أشمك من تربته. قلت: نعم فمد يده، فقبض قبضة من تراب، فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا". وعن عمر بن ثابت، عن الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة قالت: "كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله في بيتي، فنزل جبريل، فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومى بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله ، وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله


(١) أي بعد. أقضى الصلاة - والحديث مذكور بطوله في تهذيب الكمال.
(٢) سورة التغابن، الآية: ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>