للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريقة السابعة: "التذييل".

التذييل: تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيداً لمنطوقها، أو لمفهومها، وينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: مَا يجري مجرى المثل، وهو ما استقلّ معناه واستغنى عمّا قبله، مثل قول الله تعالى في سورة (الإِسراء/ ١٧ مصحف/ ٥٠ نزول) :

{وَقُلْ جَآءَ الحق وَزَهَقَ الباطل إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقاً} [الآية: ٨١] .

إنّ جملة {إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقاً} تتضمّن معنى الجملة التي جاءت قبلها، فهي إطناب على طريقة التذييل، وعبارتها ممّا يجري مجْرى المثل، وهي تُؤكّد منطوق الجملة التي جاءت قبلها.

القسم الثاني: مَا لا يجري من التذييل مجرى المثل، وهو ما لا يستقلُّ معناه عمّا قبله، كقول ابن نُبَاتَة السّعْدِي:

لَمْ يُبْقِ جُودُكَ لِي شَيْئاً أُأَمِّلُهُ ... تَرَكْتَنِي أَصْحَبُ الدُّنْيا بِلاَ أَمَلِ

فالشطر الثاني من هذا البيت تذييل أكّدَ مَفْهوم الشطر الأول، وهو ليس مما يجري مجرى المثل.

(١) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الأنبياء/ ٢١ مصحف/ ٧٣ نزول) خطاباً لرسوله:

{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الخلد أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخالدون} [الآية: ٣٤] .

إنّ جملة {أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخالدون} تذييلٌ يؤكّد منطوق الجملة التي جاءت قبلها، وهي ممّا يجري مجرى المثل.

(٢) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (سبأ/ ٣٤ مصحف/ ٥٨ نزول) :

<<  <  ج: ص:  >  >>