للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثلة:

المثال الأول:

قول الله عزَّ وجلَّ لموسى عليه السلام كما جاء في سورة (النمل/ ٢٧ مصحف/ ٤٨ نزول) :

{وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سواء فِي تِسْعِ آيَاتٍ إلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ} [الآية: ١٢] .

إنّ عبارة: {تَخْرُجْ بَيْضَآءَ} قَدْ تُوِهمُ أَنَّ بَيَاضَهَا رُبَّمَا كَانَ عَنْ بَرَصٍ، فجاءَت عبارة: {مِنْ غَيْرِ سواء} تَكْمِيلاً احْتراسِيّاً لدَفْعِ هذا الإِيهام.

المثال الثاني:

قول طرفة بن الْعَبْد من قصيدة يمدح بها قتادة بن مسلمة الحنفي، على ما كان منه تجاه قومه، إذْ بذل لهم في سنةٍ أصابتهم:

فَسَقى دِيَارَكَ - غَيْرَ مُفْسِدِها - ... صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِي

الصّوب: المطر بقدر ما ينفع ولا يؤذي.

الدّيمة: المطر يدوم زمانهُ في سكون.

تَهْمِي: تسيل.

قوله: {غَيْرَ مُفْسِدِها} تكميل احتراسي، لأنّ سُقْيا الدّيار بمطر كثير قَدْ يفسدها، فدَفع هذا الإِيهام بالاحتراس الذي جاء به.

المثال الثالث:

قول كعب بن سَعْد الغنوي:

حَلِيمٌ إِذَا ما الْحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ ... مَعَ الْحِلْمِ في عَيْنِ الْعَدُوِّ مَهِيبُ

في هذا البيت احتراسان كمّل بهما الشاعر كلامه: فقوله: "إذا ما الحليم زيّنَ أهله احترس به لدفع توهم أن يكون حمله عن ضعف، وقوله "في عين العدوّ مهيب" احتراسٌ آخر.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>