للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثال الثامن:

قول أبي الطيّب المتنبّي:

وَخُفُوقُ قَلْبٍ لَوْ رَأَيْتِ لَهِيبَهُ ... -يَا جَنَّتِي- لَرَأيْتِ فِيهِ جَهَنَّما

قوله: "يا جَنَّتِي" جملة معترضة، والداعي لها الاستعطاف، واستغلال المناسبة ليُجْرِيَ مطابقة بين الجنة وجهنّم.

المثال التاسع:

قول ابن ميّادة:

فَلاَ هَجْرُهُ يَبْدُو - وفي اليأسِ راحَةٌ - ... وَلاَ وَصْلُهُ يَبْدُو لَنَا فَنُكارِمهْ

قولُهُ: "وفي اليأْسِ رَاحَةٌ" جملةٌ اعتراضيّة جاءت تعليلاً لأمر من المستغرب أن يكون مطلوباً، وهو إبرامُ الهجر وعدم التردد فيه، إذ المحبُّون لا يطلبونه عادة، فبادر لبيان السبب فجاء بالجملة الاعتراضية، وهي مبادرة حسنة.

***

الطريقة السادسة: "الاحتراس = التكميل".

الاحتراس: أو التكميل: اسمان أُطْلِقا على مسمَّى واحد، هو زيادة إطنابيّةٌ في الكلام يَدْفَع بها المتكلّم إيهاماً اشتمل عليه كلامه.

ويكون هذا الاحتراس حينما يأتي المتكلم بكلام يوهم خلاف ما يُريد، ويأتي بَعْدَه بكلامٍ يدفع به ذلك الإِيهام، ومثل هذا يُوجَد في أرفع الكلم لتحقيق غرضٍ بلاغي، وقد يوجد في كلام أهل الخطب الارتجالية على سبيل التدارك لما جاء في كلامهم ففطنوا إليه فاحترسوا تكميلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>