جوَّد الكتابة على شيخه الإمام المفيد المجيد شيخ الكُتَّاب أبي علي محمد بن أحمد بن علي الزِّفتاوي ثم المصري، صاحب المصنف الجليل الذي سمَّاه:(منهاج الإصابة في معرفة الخطوط والإذن في الكتابة)، وعلى الزَّين عبد الرحمن بن الصائغ الذي أذنَ له في أن يكتب على طريقة الكُتَّاب.
رابعًا: أنه كتب بخطِّه كثيرًا من مؤلفاته ومؤلفات غيره؛ وهو مما يساعد في تحسين الخطِّ وتجميله.
خامسًا: الكتب التي وقفنا عليها بخطه ﵀؛ فإنَّ كثيرًا منها في غاية الوضوح والإتقان والجمال، إلا أنه قد يسرع في الكتابة حرصًا على الوقت، فتكون صعبةً ومغلقةً، لا يستطيع قراءتها إلا المتمرِّس والمتمكِّن؛ ولهذا قال الحافظُ في وصف نسخته التي بخطِّه من سنن أبي داود -كما في الجواهر والدرر (٣/ ١٠١٩) -: "أرسل إليَّ القاضي بدر الدين بن التِّنسي المالكي يطلب "السُّنن" لأبي داود ليُحدِّث به، فأعلمته بأنَّ النُّسخة التي عندي بخطِّي، وتعسُرُ القراءة منه غالبًا على من لم يكن من أهل الحديث".
وقد وقفنا على نسخته هذه؛ فوجدناها بخطٍّ جميلٍ جدًّا، وأما قول الحافظ:"وتعسُرُ القراءة منه غالبًا على من لم يكن من أهل الحديث" فيقصد به: أن لأهل الحديث مصطلحات خاصة بهم، لا يعرفها إلَّا من درسها وتعلَّمها؛ مثل: التضبيب، والتصحيح والضرب، واللحق، وغير ذلك من المصطلحات التي يعسر معرفتها إلا على من مارسها، والله تعالى أعلم.
وقال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (١٣/ ٢٩٠): "وقد وقفت على هذه المقالة في حياته على خطه، ولم أعلم أن الخط خطه؛ فإنه كان [يعني: الحافظَ ابنَ حجر]﵀ يكتب ألوانًا".
ونقل الطناحي في مقالاته (١/ ٧٢) عن فؤاد سيِّد أنه قال: "إن خط