٣ - تاريخُ النسخ: أما المجلد الأول ففرغ منه الحافظُ في الثالث عشر، من جمادى الأولى، سنة سبعٍ وثمانمائة (٨٠٧ هـ)، وأما المجلد الثاني ففرغ منه في يوم عرفة من السنة نفسها، وأما المجلد الثالث ففرغ منه في التاسع، من جمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وثمانمائة (٨٠٨ هـ).
٤ - خطُّها: نسخيّ مُتْقَن.
وليس خطُّ الحافظُ رديئًا -كما اشتهر بين طلبة العلم في هذا العصر-؛ لأمور:
أولًا: وَصَفَه تلميذه السخاوي بجودة الخط والبهاء، فقال في الجواهر والدرر (١/ ٩٠): "هذا وقد وَصَف بخطِّه ذي الجودة والبهاء جماعةً من الآخذين عنه بها جريًا على سَنن الشيوخ في تنشيط طلبتهم".
وقال أيضًا (١/ ٦١): "والخامس: في سرد تصانيفه مع الترتيب المعتبر، وبيان مَنْ علمته مِمَّن رغِبَ في تحصيلها مِنْ أئمة النقل والنظر، والتنبيه على شهرتها في قديم الأزمان، وتهادي الملوك بها من أقاصي البلدان، وألحقتُ به فصلًا فيما وقفت عليه من تصانيف غيره بخطه الفائق في إتقانه وضبطه".
وقال أيضًا (١/ ١٦٧): "وسمعته يقول: كنت أكتبُ في "تلخيصي لتهذيب المِزِّي" إلى الزوال كراسًا في الكامل.
وهو كسلاسل الذهب، غايةً في النِّسْبة، يكون بخط غيره نحو كراسين فأكثر".
ثانيًا: قال الحافظُ في المجمع المؤسس (٣/ ١٨٥) في ترجمة شيخه علي بن عبد الرحمن البَدَمَاصي: "كان ماهرًا في صناعة الخطِّ، تعلمتُ منه بمكَّة المشرفة في سنة ستٍّ وثمانين، وعاش بعد ذلك، وكان يجلس ببعض الحوانيت ظاهر القاهرة، ويعلم الناس المنسوب".
ثالثًا: ذكر السخاوي في الجواهر والدرر (١/ ١٦٧) أنَّ الحافظُ ابنَ حجر