للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعدما يحتاجُه لنفسِه، وعياله، وقضاءِ دينه.

ويصحُّ من صغيرٍ

عمران: ٩٧]. قال: قيلَ: يا رسولَ اللهِ، ما السَّبيلُ؟ قال: "الزَّادُ والرَّاحلةُ" (١). وكذا لو وَجَدَ ما يُحصِّلُ بهِ ذلك.

(بعدَما يحتاجُه (٢) لنفْسِه وعيالِه) مِنَ النَّفقاتِ الشَّرعيَّةِ، والحوائجِ الأصليَّةِ، منْ كُتُبٍ، ومسكنٍ، وخادمٍ، ولباسِ مثلهِ، وغطاءٍ، ووِطاءٍ ونحوِها، ولا يَصيرُ مُستطيعًا ببذلِ غيره له (و) بعدَ (قضاءِ دَيْنه) الحالِّ والمؤجَّلِ للهِ تعالى أو لآدميٍّ. ويعتبرُ أمنُ طريقٍ بلا خِفارةٍ (٣) يوجدُ فيها الماءُ والعَلفُ على المعتادِ، وسَعةُ وقتٍ يمكنُ السَّيرُ فيه على العادةِ.

(ويَصحُّ) فعلُ حجٍّ وَعُمْرةٍ (مِنْ صغيرٍ) نَفْلًا؛ لحديثِ ابنِ عبَّاس: أن امرأةً رفعَتْ


(١) "سنن" الدارقطني (٢٤١٨). قال الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٢١: الدارقطني والحاكم [١/ ٤٤٢ وصححه، ووافقه الذهبي]، والبيهقي [٤/ ٣٣٠] من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي … الحديث. قال البيهقي: الصواب عن قتادة، عن الحسن مرسلًا؛ يعني الذي أخرجه الدارقطني [وأخرجه أيضًا أبو داود في "المراسيل" (١٣٣)] وسنده صحيح إلى الحسن، ولا أرى الموصول إلا وهمًا، وقد رواه الحاكم [١/ ٤٤٢] من حديث حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس أيضًا، إلا أن الراوي عن حماد هو أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني، وقد قال أبو حاتم: هو منكر الحديث. اهـ
وأخرجه الترمذي (٨١٣)، وابن ماجه (٢٨٩٦)، والدارقطني (٢٤٢١) من حديث ابن عمر . قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٢١: وهو من رواية إبراهيم بن يزيد الخوزى، وقد قال فيه أحمد والنسائي: متروك الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (٢٨٩٧)، والدارقطني (٢٤٢٤) من حديث ابن عباس . قال الحافظ: وسنده ضعيف أيضًا. ثم قال: ورواه الدارقطني من حديث جابر [٢٤١٣]، ومن حديث علي بن أبي طالب [٢٤٢٧]، ومن حديث ابن مسعود [٢٤١٧]، ومن حديث عائشة [٢٤١٩]، ومن حديث عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده [٢٤٢٤]؛ وطرقها كلها ضعيفة … وقال أبو بكر بن المنذر: لا يثبت الحديث في ذلك مسندًا. والصحيح من الروايات رواية الحسن مرسلة. اهـ.
(٢) في الأصل و (س) و (م): "يحتاج".
(٣) جاء في هامش (س) ما نصه: "الخفارة، بالخاء المعجمة: ما يأخذه الخفير. انتهى تقرير". والخفير: هو المجير. "الصحاح" (خفر).