للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشكِلُ يرثُ نِصفَ ميراثِ ذَكَرٍ ونِصْفَ ميراثِ أنثى، إنْ لم يُرْجَ اتِّضاحهُ، وإلَّا، فاليقين.

فصل

مَنْ خفي خبرُه بسفرٍ غالبُه السَّلامةُ، كأسْرٍ وتجارةٍ، انتُظِرَ به تمامُ تسعين سنةً مُنذ ولِدَ.

منهما معًا، اعتُبر أكثرهما. فإن استويا، فهو (المشكِل يرثُ نِصْفَ ميراثِ ذَكرٍ) إنْ ورث بكونه ذكرًا فقط، كولدِ أخي الميت أو عمِّه (ونِصْفَ ميراثِ أنثى) إنْ ورث بكونِه أنثى فقط، كولدِ أبٍ مع زوجٍ وأختٍ لأبوين. وإنْ ورث بهما متفاضلًا، أُعطيَ نصفَ ميراثيهما، فتعملُ مسألة الذكوريَّة، ثم مسألة الأنوثيَّةِ وتنظر بينهما (١) بالنِّسَبِ الأربعِ، وتحصل أقلَّ عددٍ ينقسمُ على كلٍّ منهما، وتضربه في اثنين عدِد حالي الخنثى، ثمَّ من له شيءٌ من إحدى المسألتين، فاضربْه في الأخرى أو وَفْقها، فابنٌ وولدٌ خنثى مشكلٌ (٢)، الذكوريةُ من اثنين، والأنوثيَّة من ثلاثةٍ، وهما متباينان، فإذا ضربت إحداهما في الأخرى حصلَ ستَّةٌ، فاضربْها في اثنين، تصحُّ من اثني عشر؛ للابن سبعةٌ وللخنثى خمسةٌ. هذا (إنْ لم يُرْجَ اتّضاحُه) أي: انكشافُ أمرِه، بأنْ ماتَ أو بلغَ بلا أمارةٍ (وإلَّا) بأنْ رُجي انكشافُ أمرِه لصِغَرٍ (فـ) يُعطى هو ومَنْ معه (اليقين) ويوقفُ الباقي؛ لتظهرَ ذكوريته؛ بنباتِ لحيتهِ، أو إمناءٍ من ذكرهِ، أو تظهرَ أنوثيتُه بحيضٍ، أو تفلُّكِ ثدي- أي: استدارتهِ (٣) - أو إمناءٍ من فرجٍ.

وإنْ صالح الخنثى مَنْ معه على ما وقِفَ له، صحّ إنْ صحَّ تبرُّعُه.

فصلٌ في ميراث المفقود

وهو: مَن انقطعَ خبرُه فلم تُعلمْ له حياةٌ ولا موتٌ.

(من خَفِيَ خبرُه بسَفر غالبُه السلامةُ، كـ) سَفَر (أسْرٍ، وتجارةٍ) وسياحةٍ (انتُظِر به تمامُ تسعين سنةً مُند وُلِدَ) لأنَّ الغالبَ أنَّه لا يعيشُ أكثرَ من هذا، وإنْ فُقد ابنُ تسعين،


(١) في (م): "فيهما".
(٢) جاء في هامش الأصل ما نصه: "صفة: لخنثى".
(٣) "الصحاح" (فلك).