للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والصَّلاةُ

واختاره ابنُ مالك.

(والصلاةُ)

الحمدِ شبهُ البرهانِ، انظرْ توضيحَ هذا في "حواشي الدليل" (١).

وبالجملة فالعوالمُ بعد أنْ تقرَّر وجوبُ حدوثِها وافتقارِها إلى مَولانا جلَّ وعلا، شَهدت بأنَّ كلَّ كمالٍ قديمٍ وصفُه تعالى؛ لتوقُّف حدوثِها على اتصافِ مَولانا جلَّ وعلا بذلك الكمالِ، وشهدَت بأنَّ كلَّ كمالٍ حادثٍ فِعْلُه؛ لِما شهدَت به مِن وجوبِ الوحدانيَّة لمولانا جلَّ وعلا، فقد شَهدت إذَنْ بأنَّ المدحَ بكلِّ كمالٍ قديمٍ وحادثٍ إنَّما هو لمولانا جلَّ وعلا، وهو معنى الحمدِ، وهذا تقريرٌ يُعرِّفُك أنَّ تعقيبَه جملةَ "الحمدُ لله" في سورةِ الفاتحةِ بالوَصْف وبربِّ العالمين، هو في غايةِ الحُسن والإعجازِ.

(واختارَه ابنُ مالكٍ) (٢) أي: اختارَ أنَّ العالمينَ اسمُ جمعٍ لا جمعٌ.

(والصلاة) فَعَلة على وزنِ شجرة؛ لأنَّ أصلَها صَلَوَةٌ، تحرَّكت الواو وانفتَح ما قبلها، قُلبت ألفًا، مشتقَّةٌ مِن: صَلِيَ إذا دعا بخيرٍ، وهذا معناها لغةً، وأتى بها مع الحمدِ؛ عملًا بقولِه في بعضِ طرق الحديثِ المارِّ: "بحمد الله والصلاة، فهو أبتر، ممحوقٌ مِن كلِّ بركةٍ" (٣)، وإن كان سندُه ضعيفًا؛ لأنَّه في الفضائِل مع ما في إثباتِها مِن الفَضْل.


(١) لعلها: حاشية ابن عوض على "دليل الطالب" لمرعي الكرمي، كما ذكر ذلك ابن حميد في "السحب الوابلة" ١/ ٢٤٠، وابن بدران في "المدخل" ص ٤٤٤.
(٢) هو: جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الأندلسي، الجياني، نحوي، لغوي، مقرئ، مشارك في الفقه والأصول والحديث وغيرها، نزيل دمشق، من تصانيفه: "إكمال الأعلام بمثلث الكلام"، و"الكافية الشافية"، و"الألفية في النحو". (ت ٦٧٢ هـ). "بغية الوعاة" ١/ ١٣٠، "الوافي بالوفيات" ٣/ ٣٥٩ وما بعدها.
(٣) أخرجه الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" ١/ ٤٤٩ عن أبي هريرة موقوفًا، ومن طريقه السبكي في طبقات الشافعية ١/ ١١، لكن عن أبي هريرة مرفوعًا. ولعلَّ لفظة: قال رسول الله .
سقطت من مطبوع "الإرشاد". وفي إسناد الحديث: إسماعل بن أبي زياد، قال عنه الخليلي: لا يعتمد على روايته. رفال عنه الرهاوي كما في "فيض القدير" ٥/ ١٤: ضعيف جدًا، والراوي عنه حسين الزاهد مجهول.