للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ورحمتُه تعالى: صفةٌ قديمةٌ قائمةٌ بذاتهِ تعالى تقتضي (١) التفضيلَ والإنعامَ. وتفسيرُها برقَّةٍ في القلبِ تقتضي الإنعامَ -كما في "الكشاف" (٢) - إنما يليق برحمةِ المخلوقِ.

ونظيرُ ذلك العلم؛ فإنَّ حقيقتَهُ القائمةَ باللهِ تعالى ليست مثلَ الحقيقةِ القائمةِ

وغيرِه؛ فرارًا مِن المحذورِ الذي ذكره الدَّماميني (٣) عن بعضِ المتأخرينَ، بقوله: إنَّ صيغَ المبالغةِ في صفاتِ اللهِ، كغفور وغفَّار، مِن المجاز، وعلَّل ذلك بأنَّ المبالغةَ أَنْ تُثبِت للشيءِ أكثرَ ممَّا يَستحقُّه، وبأنَّ المبالغةَ إنَّما تكونُ في صفاتٍ تقبَل الزيادةَ والنقصَ، وصفاتُ اللهِ منزَّهةٌ عن ذلك، وادَّعى أنَّها فائدةٌ حسنةٌ، ويشبه أن تكون غَلَطًا مِن اشتباه المبالغةِ عند أهلِ البيانِ بالمبالغةِ النَّحْويةِ التي هي الكثرةُ عندهم، المذكورة في صيغِ المبالغةِ، أو يقال: المبالغةُ باعتبارِ متعلَّق الصفةِ. ياسين (٤) وزيادة.

(وتفسيرُها برقَّةٍ في القلب … إلخ) هذا معناها لغةً، إنَّما يَليقُ هذا التفسيرُ برحمةِ المخلوقِ لا بالرحمةِ من حيث هي، ولا بالرحمةِ المقيَّدة بالخالِق، كما أنَّ العِلْم في حقِّ


= بالفقه والأصلين والعربية والمنطق، صاحب مصنفات كثيرة، منها: "مختصر الكشاف"، و "المنهاج في الأصول"، و" شرح المطالع" في المنطق. (ت ٦٨٥ هـ). "طبقات المفسرين" للداودي ١/ ٢٤٢، و "معجم المؤلفين" ٢/ ٢٦٦. وكلامه في تفسيره " أنوار التنزيل وأسرار التأويل" ١/ ١٩.
(١) في (ز) "تقضي".
(٢) للزمخشري ١/ ٤٤ - ٤٥.
(٣) هو: بدر الدين، محمد بن أبي بكر بن عمر، الإسكندراني، المالكي، المعروف بابن الدَّماميني، أديب، نائر، ناظم، نحوي، عروضي، فقيه، من تصانيفه: "تحفة الغريب في حاشية مغني اللبيب"، و "شرح البخاري"، و"شرح التسهيل". (ت ٨٣٧ هـ). "بغية الوعاة" للسيوطي ١/ ٦٦، و"معجم المؤلفين" ٣/ ١٧٠.
(٤) لعله: ياسين بن زين الدين بن أبي بكر العليمي، شيخ عصره في علوم العربية، له حواشٍ كثيرة، منها: "حاشية على ألفية ابن مالك"، و "حاشية على شرح التلخيص المختصر للسعد التفتازاني" وغيرها. (ت ١٠٦١ هـ). "خلاصة الأثر" ٤/ ٤٩١، "الأعلام" ٨/ ١٣٠.