للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

واحدٍ، أو كان متميِّزًا، لكنَّه لم يصلحْ لأنْ يكونَ حيضًا، بأن كان الأسودُ أو الثَّخينُ أو المنتِنُ أقلَّ من يومٍ وليلة، "فـ" إنَّها تجلسُ "أقلَّ الحيضِ من كلِّ شهرٍ" لأنَّ اليقينَ هو الأقلُّ. وقال في "الإقناع" (١) تَبَعًا لـ "الإنصاف" (٢) ": قعدَت من كلِّ شهرٍ غالبَ الحيضِ، سِتًّا أو سبعًا، بالتحرِّي في الستِّ أو السبعِ، عملًا بالغالبِ -وعنه: تجلس أكَثره- اختاره في "المغني" (٣)؛ لأنَّه زمانُ الحيضِ، فإذا رأت الدمَ فيه، جلسَته كالمعتادةِ. وعنه: عادة نسائها، كأمّها، وأختِها، وعمَّتها، وخالتِها؛ لأن الغالبَ شبهُها بهنَّ، وقياسًا على المهرِ، وتُقدَّم القُربى فالقربى. فتلخَّص في هذه المسألةِ أربعةُ أقوالٍ. "حتى يتكرَّر" يعني أن المبتدأةَ المستحاضةَ إذا لم يحصل لها تمييزٌ، أو حصلَ لها تمييزٌ ولكن لم يصلحْ أن يكونَ ما ميَّزته من الدَّم حيضًا، فإنَّها تجلسُ أقلَّ الحيضِ من كلِّ شهرٍ، إلى أن ترى دمًا متميِّزًا يصلحُ أن يكونَ حيضًا ويتكرَّرَ في ثلاثةِ أشهرٍ "فتجلسُ مِن" مثل "أوَّل وقتِ ابتدائها" أي: ابتداءِ الدَّم ستًّا أو سبعًا من كل شهرٍ، بتحرٍّ، إن علمَته، "أو" تجلسُ من أوَّل كل شهرٍ هلاليٍّ إن جهلَتْه" أي: جهلَتْ وقتَ ابتداءِ الدمِ "ستًّا أو سبعًا بتحرٍّ" أي: باجتهادٍ في الستِّ والسبعِ، في ظاهرِ المذهبِ، واختاره الخِرقيُّ، وابنُ أبي موسى (٤)، والقاضي، وجزمَ به في "الوجيز"؛ عملًا بالغالبِ، ولأنَّها تُردُّ إلى غالب الحيضِ وقتًا، فكذا قَدْرًا. فعلى هذا تجتهدُ في الستِّ أو السبعِ، وتفارقُ المبتدأةَ في جلوسها الأوَّلِ، -مع أنَّها مبتدأة نهايتَه- أنَّها مبتدأةٌ مستحاضةٌ؛ لأنَّ تلك أوَّلَ ما ترى الدمَ ترجو انكشافَ أمرِها عن قُرب، ولم يتبيَّن لها دمٌ فاسدٌ، بخلافِ هذه، فإذا عُلم استحاضُتها، فقد اختلطَ الحيضُ بالفاسدِ يقينًا، وليس قرينةٌ؛ فلذلك رُدَّت إلى الغالبِ، عملًا بالظَّاهر. "منتهَى" (٥) مع "شرحه" للدنوشري.


(١) ١/ ١٠٣.
(٢) ٢/ ٤٠٨.
(٣) ١/ ٤١١.
(٤) في "الإرشاد" ص ٤٥.
(٥) ١/ ٣٥.