للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

(١)، وهو مما يغفُل النَّاسُ عنه. لا صُدْغ: وهو ما فوقَ العِذار يحاذي رأسَ الأُذُنِ وينزلُ عنه قليلًا (٢). ولا تحذيف: وهو الخارجُ إلى طَرَفَيِ الجبينِ بين النَّزَعة ومُنتهى العِذَار (٣). ولا النَّزعتان: وهما ما انْحَسَر عنه الشَّعَرُ من فَوْدَيِ الرأس، أي: جانبي مقدَّمه (٤)، بل ذلك (٥) من الرَّأس فيُمسحُ معه.

برأسِه وصُدْغَيه وأذنيه مرَّةً واحدةً". رواه أبو داود (٦). فدلَّ ذلك على أنَّ الصُّدْغَ من الرأس، لا من الوجهِ.

ولا يدخلُ أيضًا في حدٌ الوجهِ تحذيفٌ، وقد عرَّفَهُ الشارح. قال في "الإنصاف": الصدغُ والتحذيفُ من الرأس على الصحيح من المذهب، واختاره في "الكافي" (٧)، والمجد، وقال: [هو] ظاهر كلام الإمام أحمد (٨). وسمِّي تحذيفًا؛ لجريانِ عادة النساء بحذفِ تلك الشعورِ. ولا يدخلُ أيضًا في حدِّ الوجه النَّزَعَتان، وهما البياضان المكتنفان للناصية أعلى الجبين، وليستا من الوجه؛ لأنَّهما في حدِّ تدوير الرأس، ولا تحصلُ بهما المواجهة، وقال ابن عقيل: هما من الوجه؛ لقول الشاعر:


(١) "النوادر والزيادات" للقيرواني ١/ ٣٣.
(٢) "المصباح المنير" (صدغ).
(٣) "المصباح المنير" (حذف).
(٤) "الصحاح" (نزع).
(٥) في (ح) و (ز) و (س): "بل كل ذلك" بزيادة "كل" وضرب عليها في الأصل.
(٦) في "سننه" (١٢٩)، وأخرجه أيضًا الترمذي (٣٤)، وأحمد (٢٧٠٢٢) من حديث الرُّبَيِّع بنت معوِّذ. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. اهـ وقال النووي في "المجموع" ١/ ٤٣٩: رواه أبو داود بإسناد حسن. اهـ وقال ابن حجر في "التلخيص" ١/ ٨٤ بعد أن ذكر أن للحديث طرقًا وألفاظًا: مدارها على عبد الله ابن محمد بن عقيل، وفيه مقال.
(٧) ١/ ٩٠.
(٨) "الإنصاف" ١/ ٣٣١، وما بين حاصرتين منه.