للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الثالث: شركة الوجوه: كأن يشتركا في ربح ما يشتريانِ في ذممِهما بجاهِهما، فما ربحاه فبينهما ونحوه. وكلٌّ وكيلُ صاحبِه وكفيلُه بالثمنِ، والملكُ والربحُ كما شرطا، والخسرانُ بحسَب ملكَيْهما.

الرابع: شركة الأبدان: كأن يشتركا فيما يكتسبانِ من مباحٍ كاحتشاشٍ واصطيادٍ، أو يتقبلان

النوع (الثالث: شَرِكةُ الوجوهِ) سُمِّيتْ بذلك؛ لأنَّهما يعامِلانِ (١) فيها (٢) بوجوهِهما، أي: جاهِهما، والجاهُ والوجهُ واحدٌ.

(كأن يشتركا في ربحِ ما يشتريان) من العُروضِ بثمنٍ (في ذممهِما (٣)) من غير أنْ يكونَ لهما مالٌ؛ بل يشتريان (بجاهِهما، فما ربحاه فـ) هو (بينَهما) على ما شرطَاه (٤) (ونحوِه) كأنْ يقولَ كلٌّ منهما لصاحبهِ: ما اشتريتُ من شيءٍ فهو بيننا. فلا يُشترطُ أنْ يعيِّنَ كلٌّ منهما لصاحِبه ما يشتريه، أو جنسَه، أو قدرَه (وكلُّ) واحدٍ منهما (وكيلُ صاحبهِ وكفيلُه بالثمنِ) لأنَّ مبناها على الوكالةِ والكفالةِ (والمِلك) فيما يشتريانه (والربح) فيه (كما شرطَا (٥)) من تساوٍ أو تفاضلٍ؛ لأنَّ أحدَهما قد يكونُ أوثَقَ عندَ التجَّارِ وأبصرَ بالتجارةِ من الآخرِ (والخسرانُ بحسبِ) أي: بقَدرِ (مِلكيهِما) فمن له فيه الثُّلثُ، فعليه ثُلثُ الوضيعةِ، ومن له الثلثان، عليه ثُلثاها؛ سواءٌ كان الربحُ بينهما كذلك، أو لا.

النوعُ (الرابعُ: شَرِكةُ الأبدانِ، كأن يشتركَا فيما يكتسبانِ) بأبدانِهما (من مباحٍ، كاحتشاشٍ واصطيادٍ) وتلصّصٍ على دارِ حربٍ (أو) يشتركا فيما (يتَقبَّلان) أي:


(١) في الأصل: "يعاملا"، وفي (ح): "يتعاملان"، وجاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: يعاملان. مفعوله محذوف، أي: غيرهما. انتهى تقرير المؤلف".
(٢) في الأصل: "فيهما".
(٣) في (س): "ذمتهما".
(٤) في (س): "اشترطاه".
(٥) في (ح): "شرطاه".