قال أبو داود في المراسيل (ص: ١٢٢) "روي الحَدِيثُ مُسْنَدًا، ولَا يَصِحُّ". وقال الحافظ ابن عَبْدِ البَرِّ في التّمهيد (١٧/ ٣٩٦): "كِتَابٌ مشهورٌ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مَعْرُوفٌ، يُسْتَغْنى بِشُهْرتِه عَنِ الإِسْناد". وقال الإمام يعْقُوب بنُ سُفْيان الفَسَوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٢١٦): "لَا أعْلَم في جمِيع الكُتُب المنقُولَة أَصَحَّ مِنْ كِتَاب عَمْرو بن حَزْم، وقال: كَانَ أصحابُ النَّبيِّ ﷺ وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُون إِليه" اهـ. وانتصرَ لصِحَّته: إسحاقُ بنُ رَاهُويه كما نقله عنه ابن المنذر في الأوسط (٢/ ١٠٢)، وابنُ الملقن في البدر المنير (٢/ ٥٠٠ - ٥٠١)، وقال في التّوضِيح شَرح الجَامِع الصَّحيح (٥/ ٢٦): "هو حَديثٌ جَيِّدٌ". وما أشار إليه أبو داود ﵀ من رواية الوصل، فقد أخرجها: الدارمي في السنن (٢/ ٢١٤)، والدارقطني في السنن (١/ ١٢٢) و (٢/ ٢٨٥)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان مطولا (١٤/ ٥٠١ - ٥١٥)، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٩٥ - ٣٩٧)، والبيهقي في الكبرى (١/ ٨٧ - ٨٨ و ٣٠٩) و (٤/ ٨٩ - ٩٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٣٩٧) جميعا من طريق يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود عَن الزُّهْرِيِّ عن أبي بَكر بن محمد بن عَمرو بن حزم عَن أبِيهِ عن جَدِّه به مَرفوعًا. وفي إسنادِه سُليمانُ بن داودَ هذا، وقد اخْتُلِف في تَحْدِيده، والصَّوابُ أَنَّه هُو سُليمانُ بنُ أَرْقم، كما نَصَّ على ذَلِكَ ابْنُ مَعِينٍ كما في الكاملِ لابن عدي (٣/ ٢٧٤)، ونَقَلَ عنه تَضْعيفَه الحديث. وجاء مُصرَّحا باسْمه كما في سُنَن النَّسائي (رقم: ٤٨٥٤) من طريق الهيثم بن مروان ثنا محمد بن بكار بن بلال ثنا سليمان بن أرقم به. فنصَّ على أنَّه ابن أَرْقَم، وهو ضَعيفٌ كما قالَ ابن حجر في التقريب. والحديثُ صحيحٌ لشَواهِدِه الكثِيرَة، وقد نقل ابن عدي في الكامل (٣/ ٢٧٥) عن أحمد بن حنبل أنَّه سُئِل عن هَذا الحَديثِ أَصَحِيحٌ هُو؟ قال: أَرْجُو أَن يَكُون صَحِيحًا. وينظر: للتوسع فيه البدر المنير لابن الملقن (٢/ ٤٩٩ - ٥٠٠) فما بعدها. (١) ينظر مواهب الجليل للحطاب (١/ ٤٤٣)، التفريع لابن الجلاب (١/ ٢١٢)، والمعونة لعبد الوهاب (١/ ١١٥).