للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي قَوْلِهِ: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ قَوْلَانِ (١):

أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ عَائِدٌ إِلَى النِّكَاحِ، وَتَقْدِيرُهُ: فَانْكِحُوا النِّسَاءَ نِكَاحًا طَيِّبًا، يَعْنِي: حلالًا.

الثَّانِي: أَنَّهُ عَائِدٌ إِلَى النِّسَاءِ، وَتَقْدِيرُهُ: فَانْكِحُوا مِنَ النِّسَاءِ مَا حَلَّ، وَهَذَا قَوْلُ الفَرَّاءِ (٢).

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ﴾ (٣)، وَفِي هَذَا الخِطَابِ قَوْلَانِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ خِطَابٌ لِلْأَوْلِيَاءِ أَنْ يُنْكِحُوا أَيَامَاهُمْ مِنْ أَكْفَائِهِنَّ إِذَا دَعَوْنَ إِلَيْهِ.

وَالثَّانِي: أَنَّهُ خِطَابٌ لِلْأَزْوَاجِ أَنْ يَتَزَوَّجُوا الأَيَامَى عِنْدَ الحَاجَةِ.

وَقَوْلُهُ: ﴿يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (٤)، قِيلَ: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ إِلَى النِّكَاحِ، يُغْنِهِمُ اللهُ بِهِ عَنِ السِّفَاحِ، وَقِيلَ: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ إِلَى الْمَالِ، يُغْنِهِمُ اللهُ، إِمَّا بِقَنَاعَةِ الصَّالِحِينَ، وَإِمَّا بِاجْتِمَاعِ الرِّزْقَيْنِ.

وَرَوَى عَبْدُ العَزِيزِ بن أَبِي رَوَّادٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: (اطْلُبُوا الغِنَى فِي هَذِهِ الآية ﴿يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾) (٥).


= وسماكُ بن حرب في رِوَايَتِه عن عِكْرِمَةَ اضطرابٌ.
(١) ينظر: الحاوي الكبير للماوردي (٩/ ٥)، ونَسَب القولَ الأوَّل إلى مُجَاهد، وهو في تَفْسِير ابن جرير (٧/ ٥٣٩) من طريق ابن أبي نَجِيح عنه، والنكت والعيون له أيضًا (٤/ ٩٨).
(٢) ينظر: معاني القرآن للفراء (١/ ٢٥٣ - ٢٥٤).
(٣) سورة النور، الآية: (٣٢).
(٤) سورة النور، الآية: (٣٢).
(٥) علقه الماوردي في تفسيره: النكت والعيون (٤/ ٩٨) وفي الحاوي الكبير (٩/ ٤)، وهو مُرْسَلٌ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>