أمّا من روى حديث عبد الله البهيّ ليغضّ به من منصب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهذا زنديق، بل لو روى الشخص حديث: إن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سحر، حاول بذلك تنقّصا كفر وتزندق، وكذا لو روى حديث أنه سلّم من اثنتين، وقال: ما دري كم صلّى! يقصد بقوله شينه، فالغلوّ والإطراء منهيّ عنه، والأدب والتوقير واجب، فإذا اشتبه الإطراء بالتوقير توقّف العالم وتورّع، وسأل من هو أعلم منه حتى يتبيّن له الحق، فيقول به، وإلّا فالسكوت واسع له، ويكفيه التوقير المنصوص عليه في أحاديث لا تحصى، وكذا يكفيه مجانبة الغلوّ الّذي ارتكبه النصارى في عيسى، ما رضوا له بالنّبوّة حتى رفعوه إلى الإلهيّة وإلى الوالديّة، وانتهكوا رتبة الرّبوبية الصمديّة، فضلّوا وخسروا، فإنّ إطراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يؤدّي إلى إساءة الأدب على الربّ. نسأل الله تعالى أن يعصمنا بالتقوى، وأن يحفظ علينا حبّنا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما يرضى» . [١] الكامل في الضعفاء ٥/ ١٩٨٣. [٢] انظر تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) في ترجمة وكيع ٤٥/ ٢٦٢ وما بعدها. [٣] المعرفة والتاريخ ١/ ١٧٥، ١٧٦.