وعلّق الذهبي على ذلك بقوله: العمدة في ذلك صدق المسلم الراويّ، فإن كان ذا بدعة أخذ عنه، والإعراض عنه أولى، ولا ينبغي الأخذ عن معروف بكبيرة، والله أعلم. وقال الحافظ ابن عساكر: أنشدنا أبو الفضل محمد بن طاهر لنفسه: إلى كم أمنّي النفس بالقرب واللقا ... بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر وحتّام لا أحظى بوصل أحبّتي ... وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر فلو كان قلبي من حديد أذابه ... فراقكم أو كان من أصلب الصخر ولما رأيت البين يزداد والنوي ... تمثّلت بيتا قيل في سالف الدهر متى يستريح القلب والقلب متعب ... ببين على بين وهجر على هجر وقال ابن عساكر: سمعت أبا العلاء الحسن بن علي بن أحمد الهمذاني، يقول: ابتلي محمد بن طاهر بهوى امرأة من أهل الرستق، وكان يسكن قرية على ست فراسخ من همذان، فكان يذهب في كل يوم وليلة اثني عشر فرسخا. (تاريخ دمشق، مرآة الزمان، مختصر تاريخ دمشق) . وقال ابن عساكر أيضا: جمع أطراف الكتب الستة، فرأيته بخطّه، وقد أخطأ فيه في مواضع خطأ فاحشا. [١] قيل: ولما احتضر جعل يردّد هذا البيت: وما كنتم تعرفون الجفا ... فممّن ترى قد تعلّمتم؟! (المنتظم، مرآة الزمان) . [٢] هكذا أرّخه ابن عساكر. وقال ابن خلّكان: توفي عند قدومه من الحج آخر حجّاته يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة. وقيل توفي يوم الخميس العشرين من الشهر المذكور. (وفيات الأعيان) . وقال ابن النجار: أنبأنا ذاكر، عن شجاع الذهلي قال: مات ابن طاهر عند قدومه من الحج من يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة. قال: وقرأت في كتاب عبد الله بن أبي بكر ابن الخاضبة أنه توفي في ضحى يوم الخميس العشرين من الشهر، وله حجّات كثيرة على قدميه، وكان له معرفة بعلوم التصوّف وأنواعه، متفنّنا به، ظريفا مطبوعا، له تصانيف حسنة مفيدة في علم الحديث. (سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٧١) . وقال ابنه أبو زرعة: أنشدنا والدي لنفسه: يا من يدلّ بقدّه ... وبخدّه والمقلتين ويصول بالصدغ المعقرب ... شبه لام فوق عين