عنه، فطعن معه اثنا عشر رجلا، فمات ستة، وقال: فرمى عليه رجل من أهل العراق برنسا، ثم برك عليه، فلما رآه أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ نفسه (١) فقتلها.
ومن أحسن شيء يروى في مقتل عمر ﵁ وأصحه ما:
حدثنا خلف بن قاسم بن سهل، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان، قال:
حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، قال: شهدت عمر يوم طعن، وما منعني أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته، وكان رجلا مهيبا، فكنت في الصف الذي يليه، فأقبل عمر ﵁، فعرض له أبو لؤلؤة - غلام المغيرة بن شعبة - ففاجأ عمر ﵁ قبل أن تستوي الصفوف، ثم طعنه ثلاث طعنات، فسمعت عمر وهو يقول: دونكم الكلب، فإنه قتلني، وماج الناس وأسرعوا إليه، فجرح ثلاثة عشر رجلا، فانكفأ عليه رجل من خلفه فاحتضنه، فماج الناس بعضهم في بعض، حتى قال قائل: الصلاة عباد الله، طلعت الشمس، فقدموا عبد الرحمن بن عوف، فصلى بنا بأقصر سورتين في القرآن: ﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾. و ﴿إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾. واحتمل عمر ودخل عليه الناس، فقال: يا عبد الله بن عباس، اخرج فناد في الناس إن أمير المؤمنين يقول: أعن ملأ منكم هذا! فخرج ابن عباس فقال:
أيها الناس. أعن ملأ منكم هذا؟ فقالوا: معاذ الله! والله
(١) في أسد الغابة: فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه. وفي ى: وجاء.