للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٧٥٦» - الذين انتهى إليهم الجود في الجاهليّة: حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، وهرم بن سنان المريّ، وكعب بن مامة الايادي، وضرب المثل بحاتم وكعب، وحاتم أشهرهما. فأما كعب فجاد بنفسه وآثر رفيقه بالماء، تصافنا الإداوة في المفازة فمات عطشا، وليس له خبر مشهور غيره. وأما حاتم فأخباره كثيرة، وآثاره في الجود مشهورة، وكان إذا اشتدّ البرد وكلب الشتاء أمر غلامه يسارا فأوقد نارا في يفاع من الأرض لينظر إليها من أضلّ الطريق ليلا فيصمد نحوها، فقال في ذلك: [من الرجز]

أوقد فإن الليل ليل قرّ ... والريح يا واقد ريح صرّ

عسى يرى نارك من يمرّ ... إن جلبت ضيفا فأنت حرّ

قالوا: ولم يكن حاتم يمسك شيئا ما عدا فرسه وسلاحه فإنه كان لا يجود به ثم جاد بفرسه في سنة أزمة:

«٧٥٧» - قالت النوار امرأة حاتم: أصابتنا سنة اقشعرّت لها الأرض، واغبرّ أفق السماء [١] ، وراحت الإبل حدبا حدابير [٢] ، وضنّت المراضيع عن أولادها أن تبضّ بقطرة، وجلفت [٣] السنة المال وأيقنّا بالهلاك، فو الله إني لفي


[١] م: واقشعرت لها السماء.
[٢] حدابير: سقطت من م.
[٣] م: واحلفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>