للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجابه، فأخذ رقعة وكتب فيها [١] : [مخلع البسيط]

بغداد دار الملوك كانت ... حتى دهاها الذي دهاها

ما غاب عنها سرور ملك ... أعاره بلدة سواها

ما سرّ من را بسّر من را ... بل هي بؤس لمن رآها

عجّل ربي لها خرابا ... برغم أنف الذي ابتناها

ثم ختم الرقعة ودفعها على الخصيّ فلما نظر فيها المعتصم قال: من صاحب الرقعة؟ قال: دعبل وقد جعل لي نصف الجائزة، فطلب فكأنّ الأرض انطوت عليه. فقال المعتصم: أخرجوا الخصيّ فأجيزوه بألف سوط نصف ما أردنا أن نجيز به دعبلا. ثم لم يلبث أن كتب إليه من قمّ [٢] : [من الطويل]

ملوك بني العباس في الكتب سبعة ... ولم يأتنا عن ثامن لهم كتب

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة ... غداة ثووا فيه وثامنهم كلب

وإني لأزهي كلبهم عنك رغبة ... لأنك ذو ذنب وليس له ذنب

وهمّك تركيّ عليه سماجة ... فأنت له أمّ وأنت له أب

كأنك إذ ملّكتنا لشقائنا ... عجوز عليها التاج والعقد والإتب

فقد ضاع أمر الناس حين يسوسهم ... وصيف وأشناس وقد عظم الخطب

وإني لأرجو أن ترى من مغيبها ... مطالع شمس قد يغصّ بها الشّرب

وإن ابن مروان سيثلم ثلمة ... تعمّ جميع الناس ليس لها شعب

فهذه رابعة [٣] . وأما الخامسة فإن أحمد بن أبي دواد كان يعطيه الجزيل من ماله ويقسم له على أهل عمله فقال فيه [٤] : [من الوافر]


[١] ديوان دعبل: ١٦٠.
[٢] ديوان دعبل: ١٩.
[٣] م: فهذه رابعة ليس لها خامسة.
[٤] ديوان دعبل: ٦١- ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>