للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النجاء؛ وراءكم طالب حثيث، مرّه سريع، ففكّروا عباد الله فيمن كانوا قبلكم، أين كانوا أمس وأين هم اليوم، أين الشباب الوضأة «١» المعجبون بشبابهم؟ صاروا كلا شيء، أين الملوك الذين بنوا الحوائط واتخذوا العجائب؟

تلك بيوتهم خاوية، وهم في ظلمات القبور، هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً

(مريم: ٩٨) أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب؟ تضعضع بهم الدهر فصاروا رميما، أين من كنتم تعرفون من آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وقراباتكم؟ وردوا على ما قدّموا وحلّوا بالشقاوة والسعادة فيما بعد الموت. اعلموا عباد الله أن الله ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه خيرا، ولا يدفع به عنه سوءا إلّا بطاعته واتباع أمره، فإن أحببتم أن تسلم دنياكم وآخرتكم فاسمعوا وأطيعوا ولا تفرّقوا فتفرّق بكم السّبل، وكونوا إخوانا بما أمركم الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

[٢٤٩]- وقال في خطبة له: تعلمون «٢» أنّ أكيس الكيس التّقى وانّ أعجز العجز الفجور، وأن أقواكم عندي الضعيف حتّى أعطيه حقّه، وأن أضعفكم عندي القويّ حتّى آخذ منه الحقّ، أيها الناس إنما أنا متّبع ولست بمبتدع، فإذا أحسنت فأعينوني، وإذا زغت فقوموني.

[٢٥٠]- وقال: أربع من كنّ فيه كان خيار «٣» عباد الله: من فرح


[٢٤٩] نثر الدر ٢: ٢٠، وطبقات ابن سعد ٣: ١٨٣، وعيون الأخبار ٢: ٢٣٤، وانظر العقد ٤: ٥٩، والكامل ١: ١٣، وصفة الصفوة ١: ٩٨، وقوله «إن اكيس الكيس....
الفجور» في التمثيل والمحاضرة: ٣٠ للحسن بن علي.
[٢٥٠] نثر الدر ٢: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>