للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتائب، واستغفر للمذنب «١» ، ودعا للمدين «٢» ، وأعان المحسن على إحسانه:

[٢٥١]- وروي أنّه قال لعمر رضي الله عنهما: إني مستخلفك من بعدي، وموصيك بتقوى الله. فإن لله تعالى عملا بالليل لا يقبله بالنهار، وعملا بالنهار لا يقبله بالليل، وإنّه لا يقبل نافلة حتّى تؤدّى فريضة «٣» ، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحقّ في الدنيا وثقله عليهم، وحقّ الميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفّت موازين من خفّت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم، وحقّ لميزان لا يوضع فيه إلّا الباطل أن يكون خفيفا. إن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، وتجاوز عن سيئاتهم، فإذا ذكرتهم أقول إني لأرجو أن أكون من هؤلاء، وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم، ولم ينكر حسناتهم، فإذا ذكرتهم، قلت: إنّي لأخاف أن أكون من هؤلاء، وذكر العدل مع آية الرحمة «٤» ، ليكون العبد [راغبا] راهبا ولا يتمنّى على الله تعالى غير الحقّ، ولا يلقي بيده إلى التّهلكة. فإن قبلت «٥» وصيّتي فلا يكوننّ غائب أحبّ إليك من الموت، وهو آتيك، وإن أضعت وصيّتي فلا يكوننّ غائب أبغض إليك من الموت، ولست بمعجز الله تعالى.

[٢٥٢]- قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في خطبة له: إنما الدنيا


[٢٥١] نثر الدر ٢: ٢٢، والبيان والتبين ٢: ٤٥، والعقد ٣: ١٤٨، وطبقات ابن سعد ٣:
٢٠٠، وحلية الأولياء ١: ٣٦، وصفة الصفوة ١: ١٠٠، وعين الأدب: ٢٢٧، وربيع الأبرار: ٣٧٥ أ- ب، وبهجة المجالس ١: ٥٨٠- ٥٨١، والتعازي والمراثي: ١١٦- ١١٧، ٢٢٠، ولباب الآداب: ٢١.
[٢٥٢] نثر الدر ٢: ٢٩، والبصائر ٢: ٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>