قال عروة: قالت عائشة: ثم إن الناسَ استَفتَوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية، فانزل الله تبارك وتعالى:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}[النساء: ١٢٧].
قالت عائشة: وقول الله -عَزَّ وَجَلَّ- في الآية الأخرى:{وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} رغبةَ أحدِكم عن يتيمتهِ حين تكون قليلة المال، قليلة الجمال. قالت: فنُهُوا أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من يتامى النساء؛ إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهُنَّ إذا كُن قليلات المال والجمال".
أخرجه البخاري (٢٤٩٤) و (٤٥٧٤) ومسلم (٣٠١٨) والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٣١٩ - ٣٢٠/ ١١٠٩٠) والبيهقي في "السنن" (٧/ ١٤١ - ١٤٢) وابن جرير الطبري في "تفسيره" (٤/ ١٥٥) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٨٥٧/ ٤٧٤٥) و (٣/ ٨٥٨/ ٤٧٥١) وابن المنذر في (تفسيره، (٢/ ٥٥٣/ ١٣٢٣) والبغوي في "تفسيره" (١/ ٣٩٠) وعبد الرزاق في "تفسيره" (١/ ١٤٧).
من طريق: ابن شهاب الزهري به - مطولًا ومختصرًا.
ورواه غير واحد، عن هشام بن عروة به مختصرًا.
* * *
٢١٠ - عن أبي نضرة، قال: "قَدِمَ أبو سلمة -وهو ابن عبد الرحمن- فنزل دار أبي البشبر، فأتيتُ الحسن، فقلتُ: إن أبا سلمة قدم، وهو قاضي المدينة وفقيههم، انطلِق بنا اليه. فأتيناهُ، فلما رأى الحسنَ، قال:"من أنتَ"؟ قال: أنا الحسن بن أبي الحسن.
قال:"ما كان بهذا المِصرِ أحدٌ أَحَب إليَّ أن ألقاهُ منك، وذلك أنه بلغني أنك تُفتي الناسَ، فاتَّقِ الله يا حسن، وأفتِ الناسَ بما أقول لك: أَفتِهِم بشيء من القرآن قد علِمتَهُ، أو سُنةٍ ماضيةِ قد سَنَّهَا الصالحون والخلفاء، وانظر رأيَكَ الذي هو رأيكَ؛ فألقِه".
أخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥/ ١٠٧١)