قال الذهبي في "الميزان"(٤/ ٣٧٤/ ٩٥٠٦): "يحيى بن زكريا -صوابه: يحيى أبو زكريا- عن جعفر بن محمد الصادق وغيره - بخبر باطل؛ في أن أبا بكر وعمر تحاورا في القدر. رواه ابن أبي شريح الهروي وابن أخي ميمي عن البغوي عن داود بن رُشيد، عن يحيى بن زكريا عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر .. الحديث". ثم قال:"إن الحمل في هذا الحديث على يحيى بن زكريا؛ هذا المجهول التالف".
وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان"(٦/ ٢٥٣/ ٨٩٨)"وصوابه: يحيى أبو زكريا، لكن هكذا وقع عند البغوي: يحيى بن زكريا .. "اهـ.
وتعقب محقق كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي -عبد الله الحاشدي- (١/ ٤٠) الحافظ الذهبي بكلام طويل؛ خلُصَ فيه إلى توهيم الذهبي بتعقبه على اسم الراوي.
والصواب هو قول الذهبي -إن شاء الله- فقد أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(رقم: ١٩٩١) من طريق أبي العوام، قال: حدثنا يحيى بن سابق المدني، ثنا موسى بن عقبة، عن أبي الزبير المكي قال: فذكره.
وأسقط منه جعفر بن محمد وأباه وجابراً.
ويحيى بن سابق هو أبو زكريا، وكذا وقع عند ابن بشران في "أماليه" كما في "تنزيه الشريعة"(١/ ٣١٦) و"الميزان" قبله.
فتبين وهم البغوي في الإسم.
ويحيى بن سابق هذا "متروك"، وهو ممن روى عنه داود بن رُشيد أيضاً، وروى هو عن موسى بن عقبة.
وقد نقل الحافظ البيهقي في "إثبات القدر"(ق: ٣٢/ ب) أو (ص ٢٤٨ - ٢٤٩ - ط دار بيروت المحروسة) بعد إخراجه لطريق محمد بن يعلى المتقدم- قال:"وقد روي من وجه آخر أصحّ من هذا إسناداً، غير أني أخاف أن يكون غلطاً"
ثم ساق رواية جابر هذه فتبين أن الذهبي لم ينفرد بهذا القول بل سبقه البيهقي، وتبعه ابن حجر، وأكد ذلك روإية ابن بطة وابن بشران، وبه يتبين خطأ الحاشدي، والله أعلم.