للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الموضوعات فهما صحيحا. ومن الثابت أن العلماء الذين ينشرون تعليقاتهم الفنية في ملحقات خاصة يضعون تلك التعليقات أثناء نشرهم الكتاب، حتى إذا فرغوا من النشر، فرغوا من التعليقات في نفس الوقت، وما إصدارها في ملاحق أو إيداعها الهوامش إلا مسألة شكلية. للعلماء أن يتخيروا منها ما يشاءون.

ونحن لا نريد أن نتتبع ما في الكتاب من جمل وعبارات غير مفهومة. فهذا أمر يطول. كما لا نريد أن نجادل فيما يعتبر أخطاء لغوية قد يرى الناشر أنها ترجع إلى المؤلف، وقد نرى نحن أنها ترجع إلى الناسخ، وفي الواقع لا سبيل إلى الترجيح إلا بعد جهد، وقلما نتفق، وإنما نقف عند بعض الأمثلة التي لا تقبل جدلا؛ فمن ذلك مثلا كلمة "مركوش" ص٣٣٩، ٣٤٠ التي وردت في نسخة غواطة على هذا النحو، وفي طبعة الوطن بالرسم "بركوش". ولقد لاحظ الناشر نفسه في ص٣٤٠ هامش ١٠ أن نقط شين الكلمة ساقطة من نسخة غواطة، ولو أنه كان ملما بموضعه، وقد كان درس أسماء السفن التي كانت تستخدم في الحروب الصليبية لاستنتج في سهولة أن صحة اللفظ هي "بركوس" "انظر "الفتح القدسي" للعماد الأصفهاني بالقاهرة ١٣٢١هـ ص٢٣٨" إذا ورد هذا اللفظ في صيغة الجمع براكيس. ومفردها كما هو واضح بركوس، كما ذكرها أبو شامة صاحب "الروضتين في أخبار الدولتين", القاهرة ١٢٨٧هـ ص٢٣٨"؛ إذ ورد هذا اللفظ في صيغة الجمع براكيس، ومفردها كما هو واضح بركوس، كما ذكرها أبو شامة صاحب "الروضتين في أخبار الدولتين" "القاهرة ١٢٨٧هـ ج٢ ص١٨٧". ولقد كان من السهل على الدكتور سوريال الذي كتب في تاريخ الحروب الصليبية أن يفطن إلى أن الكثير من الأسماء التي أطلقها العرب على السفن في تلك الحروب أسماء أوربية الأصل مثل الجلاسة "من الإيطالية Galeazza"، والشلندي "من الفرنسية Chaland"، والغليون "من الإيطالية Galeone"، وبركوس "من الإيطالية Barque" والفرنسية وغير ذلك كثير.

ومن الأمثلة الأخرى على عدم الإلمام بالموضوع، أن الناشر الفاضل قد نقل عن دوزى في فهرست الألفاظ والمصطلحات المستعصية ص٥٤، تحت كلمة خزانة البنود قوله: "ويعني بها أيضا سجن"، وليس هذا صحيحا. وكان من واجب الناشر أن يصلح خطأ دوزى. فخزانة البنود بمعناها اللغوي لا تؤدي هذا المعنى إطلاقا، ولكنه حدث تاريخيا أن وجد مكان بهذا الاسم، وغير استعماله وأصبح سجنا "راجع خطط المقريزي الطبعة الأهلية ج٣، ص٣١٥ حيث يقول عن خزانة البنود: وكانت أولا في الدولة الفاطمية خزانة من جملة خزائن القصر يعمل فيها السلاح ... ثم إنها احترقت في سنة إحدى وستين وأربعمائة، فعملت بعد حريقها سجنا يسجن فيه الأمراء والأعيان إلى أن انقرضت الدولة الفاطمية، فأقرها ملوك بني أيوب سجنا".

<<  <   >  >>