للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يحتقر طبعة الوطن المأخوذة عن القسم الثاني كما فعل في مقدمته، وإليك مثالين لما نشير إليه:

المستخدمون وعددهم: في الباب الثالث من طبعة الوطن "ص١٠" يتحدث المؤلف عن المستخدمين من حملة الأقلام، فيذكر أن عددهم ثمانية عشر، وأما في طبعة الدكتور سوريال فيقول نفس المؤلف في الباب الثامن "٢٩٨" المقابل للباب الثالث في الطبعة السابقة: إن "المستخدمين من حملة الأقلام لا يتجاوزون سبعة عشر رجلا". ومع أن الدكتور سوريال قد أخبرنا في مقدمته أنه قد "أثبت في الحواشي جميع الاختلافات" "ص٤١" ومع أنه قد أثقل حواشيه بأشياء كثيرة تافهة لا نرى ضرورة لها، إلا أنه لم يثبت هذا الاختلاف الخطير، مع أنه طبعة الوطن قد أوردت بالفعل اسم المستخدم الثامن عشر، وهو الضامن، وعرفته في خمسة أسطر بآخر الفصل "ص١٠".

حراج البهنسة: يستطيع القارئ أن يراجع ما ورد في طبعة الوطن "ص١٧" عن هذا الحراج وما ورد عنه في طبعة الدكتور سوريال "ص٢٥٤"؛ ليرى أن نص الطبعة الأولى أطول بعدة أسطر من نص الطبعة الثانية، ومع ذلك لم يثبت الناشر حديث هذا الاختلاف الجوهري في حواشيه، مع أنه أثبت ما لا يحصى مما يسميه العلماء "محار النسخ" "coquilles des copistes" ويهملونه بالإجماع.

ونحن بعد لا نريد أن نسهب في التفاصيل، مكتفين بأن نتخذ مما فعله الدكتور سوريال مثلا نضعه أمام الناشرين، معتقدين أنهم سيقروننا جميعا على أهمية ما سميناه، كما يسميه علماء الغرب، "تسلسل المخطوطات" ووضعها في مواضعها تبعا للنظام الذي بسطناه، فهذا العمل هو مفتاح النشر، وهو السبيل الوحيد لتجنب ما أشرنا إليه من خطر على ما ننشر.

المصادر غير المباشرة:

قلنا: إن الدكتور سوريال قد استخدم المصادر غير المباشرة في بعض حواشيه، وإن لم يدرسها في مقدمته كما كنا نتوقع، ومع ذلك فقد كان من واجبه أن يستخدم تلك المصادر في تصحيح النص استخداما أوسع وأكمل مما فعل؛ فمن المعروف أن المقريزي والقلقشندي قد أخذا الكثير من كتاب "قوانين الدواوين لابن مماتي". ولما كانت مخطوطات ابن مماتي مضطربة في غير موضع كما يقول الناشر، فقد كان حتما عليه أن يجهد نفسه في البحث عن جميع

<<  <   >  >>