فقد مات ولداه: القاسم، وعبد الله وهما لا يزالان في المهد، وليس من شك في أن فقدهما ترك في نفس النبي وزوجه أسى وحزنا.
[زواج البنات]
وقد تزوجت كبراهن زينب بابن خالتها أبي العاص بن الربيع من أشراف قريش وكبار تجارها، هذا إلى ما كان يتصف به من كريم الخلال مما حبّبه إلى خالته خديجة، فأشارت على النبي بتزويج زينب منه، وسيأتيك من أخبار هذا الرجل شيء غير قليل.
وأما رقية وأم كلثوم فقد تزوجتا من ابني عمهما: عتبة، وعتيبة ابني أبي لهب، ولم يكونا بالزوجين الكريمين، فقد أمرهما أبوهما أبو لهب بعد أن نبىء النبي بتسريحهما، كي يشغل النبي بمشاكل أسرته عن التفرغ لأداء رسالته، ففارقاهما، على حين أن أبا العاص لما كلمته قريش في تطليق زينب، وتزويجه أي فتاة يريد من بنات قريش أبى، وقال: والله ما أحب أن لي بها امرأة من قريش!! ثم كان من أمر رقية، وأم كلثوم أن تزوجهما ذو النورين عثمان بن عفان واحدة بعد الاخرى، ولم يعرف أن أحدا أرخى ستره على بنتي نبيّ غير عثمان، فمن ثمّ لقب بذي النورين.
وأما فاطمة فلم تكن إلا فتاة صغيرة، فبقيت في بيت أبيها، وشاهدت ما ناله من البلاء والأذى من قريش بعد النبوة، حتى بلغت المحيض، وصارت أهلا للزواج، فتزوج بها فتى الفتيان علي بعد بدر، ورزقها الله منه البنين والبنات، ومن نسلها كانت العترة الطيبة من ال النبي.
[تبني زيد بن حارثة]
هو زيد بن حارثة، بن شرحبيل، بن كعب، بن عبد العزّى الكلبي، وكان زيد في سفر مع أمه، وهو طفل صغير، فأغار عليهما جماعة من الأعراب، فأسروا زيدا وباعوه، فاشتراه حكيم بن حزام فأهداه إلى عمته السيدة خديجة بعد زواجها من النبي بقليل، وكان عمر زيد إذ ذاك نحو عشرين سنة،