للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {هُزُوًا} [الكهف: ٥٦] قرأ حفص بضم الزاي وواو مفتوحة بعدها وقفًا ووصلًا (١). وقرأ حمزة، وخلف: بإسكان الزاي وبعدها همزة مفتوحة في الوصل (٢)، والباقون بضم الزاي وهمزة مفتوحة وقفًا ووصلًا، وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة واوًا، كقراءة حفص، وله - أيضًا - نقل حركة الهمزة إلى الزاي؛ فيقف على زاي مفتوحة، وله - أيضًا - تشديد الزاي، وهو قليل عنه.

قوله تعالى: {مَوْئِلًا} [الكهف: ٥٨] قرأ حمزة - في الْوَقْف -: بواو مكسورة وحذف الهمزة (٣)، والباقون بإسكان الواو وهمزة مكسورة، وكذا قرأ حمزة في الوصل، ولم يمد ورش (٤) ولا غيره على الواو.

قوله تعالى: {لِمَهْلِكِهِمْ} [الكهف: ٥٩] قرأ شعبة: بفتح الميم واللام قبل الكاف (٥)، وقرأ


(١) وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنّها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل كقوله {السفهاء لا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٤٧، النشر ١/ ٣٨٩، المبسوط ص: ١٣٠، ابن القاصح ص: ١٥٢، التبصرة ص: ٤٢٣).
(٢) فقرأ "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة {هزؤا} بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا فقط، وقرأ خلف العاشر {هزؤا} بالهمزة مع إسكان الزاي وصلًا ووقفًا. قال ابن الجزري:
وأبدلا
عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن … ضم فتى كفؤا فتى ظن
ووجه هذه القراءة أنها للتخفيف، وقرأ الباقون {هزؤا} بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا ووقفًا، ووجه هذه القراءة: أنه جاء على الأصل.
(النشر ١/ ٣٨٩، المبسوط ص: ١٣٠، ابن القاصح ص: ١٥٢، التبصرة ص: ٤٢ وإتحاف فضلاء البشر ص: ١٣٨، والإقناع ٢/ ٥٩٨).
(٣) اعلم أن الهمزة إذا تحركت وهي متوسطة فما قبلها يكون ساكنًا أو متحركًا فإن كان ساكنًا وكان أصليًّا وسهلتها ألقيت حركتها على ذلك الساكن وحركتها بها ما لم يكن ألفًا وذلك نحو قوله {شيئًا - خطئًا - القرءان - مذءومًا - مسئولًا - سبئت - موئلًا - الموءودة} وشبهه (التيسير في القراءات السبع - الداني ١/ ٣٩، إتحاف فضلاء البشر ١/ ٩٦، غيث النفع ص ٢٨٠).
(٤) وذلك لأنّها من المستثنيات، قال ابن الجزري:
لا مؤلًا مؤودة
(٥) قال ابن الجزري:
مهلك مع نمل افتح الضم (نـ) ـدا
وحجة من فتح الميم واللام أَنَّهُ جعله مصدرًا من "هلك" (شرح طيبة النشر ٥/ ١١، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>