ووجه القراءة بالنون: أنها على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالقول، ردّه على قوله: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ} [الكهف: ٥١]. (١) وحجة من قرأ بالياء: أنهم قطعوه مما قبله، أي: واذكر يا محمد يوم يقول نادوا شركائي، ويقوّي الياء قوله {شُرَكَائِيَ}، ولو رُدّ على النون لقال "شركاءنا" (شرح طيبة النشر ٥/ ١١، النشر ٢/ ٣١١، الغاية ص ١٩٦، المبسوط ص ٢٧٩). (٢) وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، قال ابن الجزري: إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا (لـ) ـي ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات (شرح طيبة النشر ٣/ ٣، ٤). (٣) اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر ٢/ ٦٠: واختلف عن هشام في {شَاء} و {جاء} و {زاد} {خَابَ} في طه ٦١ فأمالها الداجوني وفتحها الحلواني. (٤) قال ابن الجزري: وقبلا كسرا وفتحا ضم (حق) … وفي الكهف (كفى) ذكرا خفق قبلًا بضم القاف والباء جمع قبيل بمعنى قبيل كرغيف ورغف ونصبه على الحال أيضًا، وقيل: بمعنى جماعة جماعة وصنفًا صنفًا أي حشرنا عليهم كل شيء فوجًا فوجًا ونوعًا نوعًا من سائر المخلوقات، قال الزجاج: ويجوز أن يكون قبلًا جمع قبيل ومعناه الكفيل ليكون المعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فتكفل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا، وقال الفراء: ويجوز أن يكون {قبلًا} من قبل وجوههم أي ما يقابلهم والمعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فقابلهم، تقدم الأبدال ألفًا في {جاءهم} مع المد والقصر لحمزة عد الْوَقْف خطأ، وليس له سوى التسهيل مع المد والقصر (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ٢٧ النشر ٢/ ٢٦١، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٧٠، المبسوط ص ٢٠٠، حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ٢٦٨). (٥) بمعنى مقابلة أي معاينة ونصب على الحال وقيل: بمعنى ناحية وجهة فنصبه على الظرف نحو في قبل زيد دين، والحجة لمن كسر أنه أراد مقابلة وعيانًا (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ٢٧٢، النشر ٢/ ٢٦١، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٧٠، المبسوط ص ٢٠٠).