للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَنْ صَالِحٍ (١)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: "إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوه، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ (٢) قَوْمَهُ (٣)، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ". [راجع: ٣٠٥٧، أخرجه: م ١٦٩، تحفة: ٦٨٥٩].

"وَلَكِنِّي" في هـ: "وَلَكِنْ". "فِيهِ" في نـ: "منه"، وفي نـ: "عَنه".

===

(١) ابن كيسان.

(٢) مرَّ الحديث (برقم: ٣٣٣٧).

(٣) قوله: (وما من نبي إلا وقد أنذره قومه) زاد في رواية معمر: "لقد أنذره نوح قومه" وفي رواية أبي داود والترمذي: "لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومَه الدجّالَ". فإن قلت: هذا مشكل لأن الأحاديث قد بينت أنه يخرج بعد أمور ذُكرت، وأن عيسى عليه السلام يقتله بعد أن ينزل من السماء فيحكم بالشريعة المحمدية؟ قلت: إنه كان وقت خروجه أخفى على نوح ومن بعده فكأنهم أنذروا به ولم يذكر لهم وقت خروجه فحذّورا قومهم من فتنته. ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم - في بعض طرقه: "إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه"؛ فإنه محمول على أن ذلك كان قبل أن يتبين له وقت خروجه وعلاماته، فكان يجوز أن يخرج في حياته - صلى الله عليه وسلم -، ثم بين له بعد ذلك حاله ووقت خروجه فأخبر به. قوله: "إنه أعور" إنما اقتصر على هذا مع أن أدلة الحدوث في الدجال ظاهرة، لكن العور أثر محسوس يدركه العالم والعامي ومن لا يهتدي إلى الأدلة العقلية، فإذا ادعى الربوبية وهو ناقص الخلقة - والإله متعال عن النقص - علم أنه كاذب، "ف" (١٣/ ٩٥ - ٩٦)، "ع" (١٦/ ٣٨١)، "تو" (٩/ ٤١٥٠). قوله: "سأقول لكم قولًا لم يقله نبي لقومه " قيل: إن السر في

<<  <  ج: ص:  >  >>