(١) قوله: (رجل آخر) جاء من طريق واهية أنه سعد بن عبادة، أخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر أحد الضعفاء، وهذا مع ضعفه يستبعد من جهة جلالة سعد بن عبادة، فإن كان محفوظًا فلعله آخر باسم سيد الخزرج واسم أبيه ونسبته، فإن في الصحابة كذلك آخر له في "مسند بقي بن مخلد" حديث، وفي الصحابة سعد بن عمارة الأنصاري، فلعل الراوي حرف اسم أبيه، "ف"(١١/ ٤١٢).
(٢) قوله: (سبقك … ) إلخ، اختلفوا في الحكمة في قوله عليه السلام بهذا القول، فقال أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بتغلب: إنه كان منافقاً، فأجاب -صلى الله عليه وسلم- بكلام محتمل؛ لحسن خلقه، "مجمع"(٢٩/ ٣)، ورُدّ بأن الأصل في الصحابة عدم النفاق، وقيل: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم بالوحي أنه يجاب في عكاشة ولم يقع ذلك في حق الآخر. وقال ابن الجوزي: يظهر لي أن الأول سأل من صدق قلب فأجيب، وأما الثاني؛ فيحتمل أن يكون أراد حسم المادة (١) فلو قال للثاني: نعم، لأوشك أن يقوم ثالث ورابع إلى ما لا نهاية له، وليس كل الناس يصلح لذلك. وقال القرطبي: لم يكن عند الثاني من تلك الأحوال ما كان عند عكاشة؛ فلذلك لم يجب. وقال السهيلي: الذي عندي في هذا أنها كانت ساعة إجابة علمها عليه الصلاة والسلام، واتفق أن الرجل قال بعد ما انقضت، والله أعلم، "عيني"(١٥/ ٦١٤).