للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ (١) مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا (٢) فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا (٣). وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ (٤). وَقَالَ آخَرُ: وَأَنَا أَعْتَزلُ النِّسَاءَ (٥) فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا (٦). فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَيهِمْ فَقَالَ: "أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا (٧) وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ

"غُفِرَ لَهُ" في عسـ، قتـ، سـ، ذ: "غَفَرَ اللَّهُ لَهُ". "قَالَ أَحَدُهُمْ" في ذ، قتـ: "فَقَالَ أَحَدُهُمْ". "فَإِنِّي أُصَلِّي" في هـ، سـ، ذ: "فَأَنَا أُصَلِّي". "وَقَالَ آخَرُ" في نـ: "وَقَالَ الآخرُ". "وَقَالَ آخَرُ" في نـ: "وَقَالَ الآخرُ". "وَأَنَا أَعْتَزِلُ" في نـ: "أَنَا أَعْتَزِلُ". "أَنْتُمُ الَّذِينَ" في نـ: "أَنْتُمُ الَّذِي".

===

(١) مرَّ بيانه [برقم: ٤٨٣٦] في تفسير "سورة {إِنَّا فَتَحْنَا. . .} ".

(٢) قوله: (أما أنا) قد يجيء "أما" في أول الكلام للاستئناف، فلا حاجة ها هنا إلى تقدير شيء، ويجوز أن يجعل هنا للتفصيل فيقدر: أما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلا حاجة له إلى الاستكثار لكونه مغفورًا، وأما أنا فلست مثله، فلا بد لي من الاستكثار. قوله: "إني لأخشاكم للَّه" زيدت اللام مع أن "خشي" متعدٍ بنفسه؛ لأن أفعل التفضيل لا يعمل في المفعول به بلا واسطة. قوله: "لكني أصوم وأفطر وأصلي" يعني وإن كان يرى في الظاهر أن الكمال في الخشية والتقوى يقتضي الإفراط في الرياضة والمجاهدة، لكن الأمر ليس في الحقيقة كذلك؛ لأن الكمال إنما هو في التوسط والاعتدال؛ أو لأن الشفقة والرحمة على الأمة تقتضي ذلك، كذا في "اللمعات".

(٣) أي: مدة عمري.

(٤) بالنهار سوى العيدين وأيام التشريق، ولهذا لم يقيده بالتأبيد، "قس" (١١/ ٣٨٤)، بخلاف أخويه، "ك" (١٩/ ٥٥).

(٥) أي: أنا أجتنبهن.

(٦) أي: مدة عمري.

(٧) حرف التنبيه، "ف" (٩/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>