خطبته:"وكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلامًا، ونحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمه، ولن تصلح العرب إلا برجل من قريش، فالناس لقريش تبع، وأنتم إخواننا في كتاب الله، وشركاؤنا في دين الله، وأحبّ الناس إلينا، وأنتم أحق الناس بالرضا بقضاء الله، والتسليم لفضيلة إخوانكم، وأن لا تحسدوهم على خير، فقام حباب بن المنذر فقال كما تقدم وزاد: وإن شئتم كررناها خدعة -أي: أعدنا الحرب- قال: فكثر القول حتى كاد أن يكون بينهم حرب، فوثب عمر فأخذ بيد أبي بكر". وعند أحمد من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال:"توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر في طائفة من المدينة" فذكر الحديث قال: "فتكلم أبو بكر فقال: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال -وأنت قاعد-: قريش وُلاةُ هذا الأمر، فقال له سعد: صدقت"، هذا كله ملتقط من "الفتح". قال الكرماني (١٤/ ٢١٢): قول الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير" كان على عادة العرب الجارية بينهم أن لا يسود القبيلة إلا رجل منهم، ولما ثبت عندهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"الخلافة في قريش" أذعنوا له وبايعوا أبا بكر، انتهى.