للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِّي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ، وَكَانَ صفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ (١) نَائِمٍ فَأَتَانِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ (٢)، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ يَدَهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ (٣) فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي

"سَيَفْقِدُونِّي" في قتـ، ذ: "سَيَفْقِدُوننِي". "حِينَ أَنَاخَ" في سفـ، هـ، ذ: "حَتَّى أَنَاخَ".

===

قال القاضي: فيه إشكال؛ لأن هذه القصة كانت في غزوة مريسيع، وهي غزوة بني المصطلق سنة ستٍّ، وسعد بن معاذ مات في إثر غزاة الخندق، وذلك في سنة أربع، ولهذا قيل: إنّ ذِكْرَه وهم، والأشبه أنه غيره، قال ابن إسحاق: إن المتكلم أولًا وآخرًا هو أُسيد لا سعد، وقال القاضي في الجواب: إن المريسيع كانت سنة أربع وهي سنة الخندق، وقال الواقدي: المريسيع كانت سنة خمس، والخندق كانت بعدها، والله أعلم بالصواب، هذا كله ملتقط من "الكرماني" (١١/ ١٨٢ - ١٨٧) و"الخير الجاري" (٢/ ٢٥٣ - ٢٥٦) و"التنقيح" (٢/ ٥٨٦ - ٥٩٠)، [وانظر: "فتح الباري" (٨/ ٤٥٥ - ٤٧٤) و"عمدة القاري" (٩/ ٥١٩ - ٥٣٠) و"إرشاد الساري" (٦/ ١١٧ - ١٢٩) و"لامع الدراري" (٧/ ١٠٧ - ١٠٨) فيه بحث لطيف في الموضوع].

(١) أي: شخصَ [إنسان].

(٢) أي: قبل حجاب البيوت.

(٣) أي: نازلين، "ك" (١١/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>