ومن أعلامه قبل مبعثه أمر الفيل، وكان مولده في ذلك العام بإجماع الناس، وكان أمر الفيل أمرًا قريبًا مشهورًا، قد عاينه كثير ممن لحق مبعثه، ولحق وفاته، وعُمِّرَ بعد ذلك: كحكيم بن حزام، وحويطب بن عبد العزى، وحسان بن ثابت، وكل هؤلاء عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، فأما من لحقه ومات قبل رسول الله أو بعده بمدة يسيرة؛ فأكثر من أن يبلغهم الإحصاء ويحوزهم العدد، وقالت الشعراء في ذلك عن عيان للأمر ومشاهدة، فمن ذلك قول نفيل بن حبيب؛ وهو جاهلي وكانت الحبشة أخذته في طريقها إلى مكة ليلتها، فاحتال في الهرب منها، وقال: