أي: غطاها هذا مثل قوله، في موضع آخر:{يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ}[الفتح: ٢٩].
[حرف في سورة مريم]
وقالوا في قول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم: ٩٦]، هل يجوز أن يقال: فلان يجعل لك حبًا أو كفل للود إذا أحبك؛ ولم يرد ما ذهبوا إليه؛ وإنما أراد أنه: يجعل لهم في قلوب العباد ودًا ومحبة، وأنت ترى المخلص المجتهد محببًا إلى البر والفاجر، مهيبًا مذكورًا بالجميل، ونحوه قوله في موسى:{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}[طه: ٣٩]، لم يرد في هذا الموضع أني أحببتك، وإن كان يحبه؛ وإنما أراد أنه حبّبه إلى القلوب حتى استحياه فرعون، في السنة التي كان يقتل فيها الولدان ونحوه.
ونحوه قول عبيد بن عمير للإيمان:«هَيُوب»، يريد: أنه مهيب، فجاء بفعول