للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(مَنْ شَهِدَها حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا). يدل على أن هناك غاية وأن الإنسان أكرم هذا الميت فمشى معه من البيت إلى المسجد، ثم إلى المقبرة، لكن قد يقول قائل: إن قوله: «مَنْ شَهِدَها حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا». يشمل من انتظر في المسجد حتى تأتي ويصلى عليها، ونرجو من الله الخير. أما أن ينصرف قبل أن يتم دفنها فإنه لا يحصل على الأجر؛ لقوله: «مَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ». وإذا انصرف قبل أن يتم دفنها فإنه لم يشهدها حتى تدفن، فلا يكتب له هذا الأجر. وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -عن القيراطين؟ قال: «مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ». وفي رواية أظنها لمسلم: قال: «أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ» (١).

[س ٥٠: متى يحصل المتبع للجنازة على القيراطين؟]

الجواب: قال النووي: إذا صلى على جنازة حصل له قيراط من الأجر، كما ثبت في الصحيحين، فإذا صلى عليها ثم تبعها، ودام معها حتى تدفن حصل له قيراطان، كما ثبت في الصحيحين، ولا يقال: يحصل بالمجموع ثلاثة قراريط، وإنما يحصل قيراطان كما ذكرته، وطرق الأحاديث توضحه.

ومما يحصل به القيراط الثاني: ثلاثة أوجه حكاه السرخسي وآخرون من أصحابنا-:

١ - أصحها: عند صاحب الحاوي والمحققين: أنه لا يحصل إلا بالفراغ من الدفن.


(١) المجيب: ابن عثيمين. ينظر: لقاء الباب المفتوح ١٢٥/ ٢٠.

<<  <   >  >>