للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي -صلى الله عليه وسلم-: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» (١) (٢)

[س ١٦٤: ما هي نصيحتكم لمن يتحدث في المقبرة بأمور الدنيا؟]

الجواب: يكره الحديث والكلام في أمر الدنيا عند القبور، وكذا التبسم والضحك أشد؛ لأنه موضع مذكر للموت، وحالة الموتى، والغد معهم؛ ولأنه غير لائق بالحال، بل هو مزهد في الدنيا ومرغب في الاستعداد للآخرة، لقول النبي: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، أَلا فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ» (٣)، رواه الترمذي، ولأحمد: (فإنها عبرة) (٤)، وإني أنصح الزائر للقبور والمشيع للجنازة أن لا يغفل عن الاعتبار بحال الميت، كيف تقطعت أوصاله وتفرقت أجزاؤه، وكيف يبعث من قبره، وأنه عما قريب يلحق به. فعليه أن يتأدب بآداب الزيارة من ترك حديث الدنيا والتبسم فضلاً عن الضحك، وأن يحضر قلبه في إتيانها ويتعظ بأهلها وأحوالهم، ويعتبر بهم وما صاروا إليه (٥).

[س ١٦٥: هل يكون الدعاء عند قبر الميت برفع اليدين؟]

الجواب: إن رفع يديه فلا بأس؛ لما ثبت عن النبي في حديث عائشة


(١) أخرجه ابن ماجه في سننه برقم (١٥٦٩) ٢/ ٥١١. وصححه الألباني في الجامع الصغير ١/ ٥٨٩٠.
(٢) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (١٦/ ٢٢١)
(٣) أخرجه الترمذي ٣/ ٣٦١. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ٣/ ٣٨٨.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده ٣٨/ ١٢٢ بلفظ: (فَإِنَّ زِيَارَتَهَا عِظَةٌ وَعِبْرَةً) وقال شعيب الأرنووط في تحقيق المسند: (حديث صحيح).
(٥) المجيب عبدالله بن إبراهيم القرعاوي منتديات إنما المؤمنون إخوة.

<<  <   >  >>