السلطان عن أبي نمى، صاحب مكة، وحمد السلطان لجماز صنيعه في ثانيهما، واستمر جماز في إمرتها، حتى طعن في السن، وصار كالشن وأضر، فقام بالأمر في حياته ولده أبو غانم منصور في ربيع الأول-أو صفر-سنة اثنتين وسبعمائة، ومات بعد جماز، إما في صفر-أو ربيع الأول-سنة أربع، بعد أن أضر، وكان ربما شاركه في الإمرة أحيانا غيره، فمدة إمرته -مع ما تخللها-بضع وخمسون سنة، قال الذهبي: وكان فيه تشبع ظاهر، وكان جده قاسم أميرها في دولة صلاح الدين بن أيوب، وهو عند الفاسي مطولا.
[٧٩٠ - جماز بن قاسم بن مهنا: جد الجمازة]
استقر في إمرة المدينة بعد أبيه، إلى أن مات، فاستقر بعده ابنه قاسم، ذكره ابن فرحون.
[٧٩١ - جماز بن منصور بن جماز بن شيخة، الهاشمي الحسيني]
وباقي نسبه تقدم في جده قريبا، قدم المدينة متوليا لها بمرسوم من السلطان في ربيع الثاني سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وكان ذلك على حين غفلة، ففر آل جماز من الأسرار والأبواب، ونادى جماز بعدم تتبعهم، ومنّ عليهم وعفا عنهم، وحاول رجوع الإمامية على ما كانوا عليه، وأذن ليوسف الشريشير أن يحكم بين الغرباء، وظهرت كلمتهم، وارتفعت رايتهم، وأظهر الأمير لي وللمجاورين الجفاء والغلظة في الكلام، فسافر الناس في أثناء السنة إلى مصر، وتحدثوا بذلك، فبلغ السلطان فاغتاظ، وكذا بلغه ما جرى للشيخ ضياء الدين الهندي من الضرب في القلعة، فبعث مع الموسم شخصين أشقرين شقيين فقتلاه، وانتقل إلى رحمة الله شهيدا، وباء بذنبهما، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ذكره ابن فرحون، وذكره المجد، فقال: استقر في إمرة المدينة بعد ماتع بن علي، لكونه المقدم على جماعته من بعد وفاة طفيل، وذلك في ربيع الأول سنة تسع وخمسين، فجرى في أحكامه على الشدة، حتى خرج عن الحد، ودانت له البادية والحاضرة، وكان خليقا للملك، شهما شجاعا، وافر الحرمة، عظيم الهيبة، ظاهر الجبروت، هذا، وغالب أيامه كان مريضا، ومدة ولايته ثماني أشهر وعشرة أيام، ثم قتل على يد فدائيين جهزا مع الركب الشامي لذلك في حادي عشر ذي القعدة سنة تسع وخمسين وسبعمائة، واستقر بعده أخوه عطية.
٧٩٢ - جماز بن هبة بن جماز بن منصور، الحسيني، الجمازي، المنصوري، حفيد
الذي قبله، وأخو هيازع الآتي:
ولي إمرة المدينة، ووصلها في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، ومعه المرسوم بذلك، فامتنع نعير بن منصور من تسليمها له، فوقع بينهما-مع دخول الركب الكركي إليها-قتال، فطعن نعير، وانهزم أصحابه، فدخلوا المدينة، وأغلقوا أبوابها، فأحرق جماز الأبواب وقت أذان المغرب، ودخلها صبيحة يوم الجمعة ثالث عشريه، واطمأن الناس، ومات نعير بعد يومين، ثم صرف جماز، واشترك معه في سنة خمس وثمانين