للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلّت حروفه أو كثُرت، نحو: (ضرب) و (انطلق) و (استخرَج) ، وبناؤُه لازم.

والفعل المضارع يبنى على الفتح إذا دخلت عليه نون التّوكيد؛ مشدّدة كانت أو مخفّفة، كقولك: (لا يستخفنَّك باطل، ولا تُسرعنّ إليه) ، وكقوله [تعالى] ١: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً} ٢.

والمبنيّ من الحُروف على الفتح: (رُبَّ) و (ثُمَّ) و (إنّ) ٣ وأخواتها؛ وقد تقدّم فيهنّ الكلام.

وَأَمْسِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فَإِنْ٤ ... صُغِّرَ صَارَ مُعْرَبًا عِنْدَ الْفَطِنْ

وَجَيْرِ أَيْ: حَقًّا وَهَؤُلاَءِ ... كَأَمْسِ فِي الْكَسْرِ وَفِي الْبِنَاءِ

فصل:

البناء على الكسر يقع في الأسماء، والحروف، ولا يدخل الأفعال إلاَّ فيما يحتمل الجمع بين ساكنين.

فـ (أمس) ٥ مبنيّ على الكسر لتضمُّنِه لام التّعريف، فلمّا تضمّن معنى المبنيّ بُنِي؛ هذا عند الحجازيّين٦، وبنو تميم


١ ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
٢ من الآية: ٥٨ من سورة الأنفال.
٣ في أ: وأين.
٤ في أ: وإنْ.
٥ في ب: كأمس.
(أمس) لها استعمالان؛ أن تُستعمل ظرفًا، وأن تُستعمل غير ظرف.
فإذا استُعملت ظرفًا فهي مبنيّة عند الجميع؛ لتضمُّنها معنى لام التّعريف.
وإذا استُعملت غير ظرف ففيها الخلاف الّذي ذكره الشّارح.
ومن بني تميم مَن يوافِق الحجازيّين في حالة النّصب والجرّ في البناء على الكسر؛ وفي حالة الرّفع في إعرابِها إعرابَ ما لا ينصرف.
ومنهم من يُعربها إعراب ما لا ينصرف في حالتي النّصب والجرّ أيضًا.
ومنهم من يعربها إعراب المنصرف فينوّنها في الأحوال الثّلاثة؛ حكاه الكسائيّ.
وحكى الزّجّاج أنّ بعضَ العرب ينوّنها وهي مبنيّة على الكسر؛ تشبيهًا بالأصوات.
يُنظر: الكتاب ٣/٢٨٣، وشرح المفصّل ٤/١٠٦، وشرح التّسهيل ٢/٢٢٣، وشرح الرّضيّ ٢/١٢٥، وأوضح المسالك ٣/١٥٣، والتّصريح ٢/٢٢٦، والهمع ٣/١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>