والشّاهدُ فيهما: (ذا وَحشة) مع أنّه على لسان امرأة تخاطِبُ رجلاً و (ذا) لفظٌ يُطلق على المذكّر؛ والأصل أن يُقال: ذات وحشة، لكنّه ذكّر المعنى؛ فالمرأة إنسانٌ والإنسانُ مذكّر. يُنظرُ هذان البيتان في: مجاز القرآن ٢/٧٦، والأصول ٣/٤٣٨، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة ٥٠، والإفصاح ٦٨، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/٤٢٥، والإنصاف ٢/٥٠٧، وشرح المفصّل ٥/١٠١، وشرح الجُمل ٢/٥٦٩. ٢ هذا بيتٌ من الكامل، وهو لجرير. و (خبرُ الزّبير) : مقتله حين انصرف يوم الجمل، وقُتل في طريقه غِيْلَة. و (تواضعت) : تضاءلت وخشعت. و (الخُشَّع) : صفةٌ للجبال باعتبار ما آلت إليه. يقول: لَمّا وافى خبرُ مقتل الزّبير بن العوّام - رضي الله عنه - مدينة الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - تواضعت هي وجبالُها وخشعتْ حزنًا عليه. والشّاهدُ فيه: (تواضعت سور المدينة) حيث ألحق تاء التّأنيث بالفعل ضرورة؛ لأنّ الفاعل مذكّر؛ وهو (سور المدينة) . يُنظر هذا البيت في: الكتاب ١/٥٢، ومعاني القرآن للفرّاء ٢/٣٧، ومجاز القرآن ١/١٩٧، ٢/١٦٣، والمقتضب ٤/١٩٧، والجمهرة (رسو) ٢/٧٢٣، وشرح أبيات سيبويه للنّحّاس ٦٥، والخصائص ٢/٤١٨، والمذكّر والمؤنّث لابن الأنباريّ ٥٩٥، والدّيوان ٢/٩١٣.