وقد رجّح البغداديّ في الخزانة ٧/٤٨٩ نسبته إلى عليّ بن بدّال قال: "وابن دُرَيْد هو المرجع في هذا الأمر؛ فينبغي أن يُؤخذ بقوله - والله أعلم -". وقد نسبه ابن دُريد إلى عليّ بن بدّال. والمعنى: أنّه لشدّة العداوة والبغضاء بينه وبين من ذكره لا تختلط دماؤهما؛ فلو ذُبحا على حجر لذهب دم هذا يمنة، ودمُ ذاك يسْرة. والشّاهدُ فيه: (الدّميان) حيث أتى بمثنى الدّم، وجعل لامه ياءً؛ ومن المقرّر أنّ التّثنية والجمع يردّان الأشياء إلى أصولها؛ فمجيء (الدّميان) بالياء يدلّ على أنّ اللاّم المحذوفة من (الدّم) كانت ياءً. وهي مسألة خلافيّة بين النُّحاة؛ لأنّ بعضهم يقول: أصلُ اللاّم المحذوفة من (الدّم) واو؛ بدليل أنّهم ثنّوه فقالوا: (دموان) ؛ وبعض العرب يقولون في تثنيته: (دمان) ؛ فلم يردّوا اللاّم. يُنظر هذا البيتُ في: المقتضب ١/٢٣١، ٢/٢٣٨، وجمهرة اللّغة (دمي) ٢/٦٨٦، ٣/١٣٠٧، والمجتنى ٦٢، والمنصف ٢/١٤٨، والتّبصرة ٢/٥٩٩، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/٢٢٨، ٣/١٢٧، والإنصاف ١/٣٥٧، وشرح المفصّل ٤/١٥١، ٥/٨٤، والمقرّب ٢/٤٤، والممتع ٢/٦٢٤، والخزانة ٧/٤٨٢. ٢ ويُقال في تصغيرها - أيضًا -: (شُفَيَّة) ؛ لأنّ لامها ذات وجهين. يُنظر: اللّسان (شفه) ١٣/٥٠٦.