الحمد لله الفاعل لجميع ما في الكون ففعل أسند فيه لغيره فعل أسند لغير الفاعل الموجد لجميع ما فيه مما هو على كمال وحدانيته وباهر قدرته أقوم البراهين وأعظم الدلائل أحمده حمدا لا يغير عن صفته بحال وأشكره على نعمه المتواترة بالبكر والآصال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الغفار وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار
وزاده فضلا وشرفا لديه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار ووارثيه العلماء وتابعيه على هديه القويم ما دامت الأرض والسماء
وبعد. . . فإن الكتاب المسمى بالمنهل المأهول في الفعل المبني للمجهول جمع الأوحد الفاضل الأمجد العالم العامل الشيخ الإمام الحبر الهمام ذي التآليف المفيدة والتحقيقات العديدة القاضي خير الدين أبي الخير ابن أبي السعود بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي الشافعي تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوح جنته مؤلف فريد في بابه مفيد لقاصدي معناه وطلابه إلا أنه فاته من ذلك الكثير وما أتى به بالنسبة إلى ما أخل به كاد أن يكون كالنزر اليسير فرأيت أن أذيل عليه ما فاته من ذلك وأكمل بنيان كثير من المتروكات لينتفع بها الطالب لتلك المسالك وجمعت بين الأصل والمزيد ليعم النفع المفيد والمستفيد وجعلت على المزيد صورة ميم تنبيها على أنه مزيد على أصله الفخيم وذكرت اللفظ في الحرف المبدوء هو به سواء فيه الأصلي