للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الترمذي: (هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي هو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان)، وكلام الترمذي هذا يفيد ضعف الحديث، وقد جاء في بعض النسخ غير المعتمدة: (صحيح غريب) وهذا لا يصح، ولهذا فإن المزي لم ينقل عن الترمذي سوى قوله: (غريب) (١)، وقال البزار: (هذا الحديث إنما رواه عن حنظلة حماد بن عيسى، وهو ليِّن الحديث، وإنما ضعف حديثه بهذا الحديث، ولم نجد بُدًّا من إخراجه؛ إذ كان لا يُروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، أو من وجه دونه)، وقال أبو زرعة: (هو حديث منكر أخاف ألا يكون له أصل) (٢)، وقال ابن الجوزي: قال يحيى بن معين: (هو حديث منكر) (٣).

وأما حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - فقد رواه أبو داود (١٤٨٥) من طريق عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي، حدثني عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه، فإنما ينظر في النار، سلوا الله عزَّ وجلَّ ببطون كفكم ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم".

قال أبو داود: (روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضًا).

وذلك أن هذا الإسناد مسلسل بالمجاهيل، فعبد الملك بن محمد بن أيمن قال عنه الحافظ: (روي له أبو داود حديثًا منقطعًا وضعفه، وقال أبو الحسن بن القطان: حاله مجهولة) (٤)، وقال في "التقريب": (مجهول).


(١) "تحفة الأشراف" (٨/ ٥٨ - ٥٩).
(٢) "علل ابن أبي حاتم" (٢١٠٦).
(٣) "العلل المتناهية" (٢/ ٣٥٦).
(٤) "تهذيب الكمال" (١٨/ ٣٩٨)، "تهذيب التهذيب" (٦/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>