(وَلَو دسست فِي است محمومٍ لما ... نجا من القر إِذا مَا صمما)
(تحس من رَائِحَة الشَّمَائِل ... صرصرةً ترسب فِي المفاصل)
(وَقد نسيت شرر الكانون ... كَأَنَّهُ نثار ياسمين)
(يَرْمِي بِهِ الْجَمْر إِلَى الأحداق ... إِن رمى قرطس فِي الآماق)
(وَترك الْبسَاط بعد الخمد ... ذَا نقطٍ سودٍ كَجلْد الفهد)
(وَقطع الْمجْلس باكتئاب ... وذكرحرق النَّار للثياب)
(وَلم يزل للْقَوْم شغلاً شاغلا ... وأصبحت جِبَابهمْ مناخلا)
(حَتَّى إِذا مَا ارْتَفَعت شمس الضُّحَى ... قيل فلانٌ وفلانٌ قد أَتَى)
(وَرُبمَا كَانَ ثقيلاً يحتشم ... فطول الْكَلَام حينا وجثم)
(وَرفع الريحان والنبيذ ... وَزَالَ عَنَّا عيشنا اللذيذ)
(وَلست فِي طول النَّهَار آمنا ... من حَادث لم يَك قبل كَائِنا)
(أَو خبر يكره أَو كتاب ... يقطع طَبِيب اللَّهْو وَالشرَاب)
(فاسمع إِلَى مشالب الصبوح ... فِي الصَّيف قبل الطَّائِر الصدوح)
(حِين حلا النّوم وطاب المضجع ... وانحسر اللَّيْل ولذ المهجع)
(وَانْهَزَمَ البق وَكن رتعا ... على الدِّمَاء وارداتٍ شرعا)
)
(من بعد مَا قد أكلو الأجسادا ... وطيروا عَن الورى الرقاد)
(فَقرب الزَّاد إِلَى نيام ... ألسنهم ثَقيلَة الْكَلَام)
(من بعد أَن دب عَلَيْهِ النَّمْل ... وحيةٌ تقذف سما صل)
(وعقربٌ محذورةٌ قِتَاله ... وجعلٌ فوارةٌ بواله)
(وللمغني عارضٌ فِي حلقه ... ونعسةٌ قد قدحت فِي حذقه)
(وَإِن أدرت الشّرْب بعد الْفجْر ... وَالصُّبْح قد سل سيوف الْحر)
(فساعةً ثمَّ تجيك الدامغة ... بنارها فَلَا تسوغ سَائِغَة)
(ويسخن الشَّرَاب والمزاج ... وَيكثر الْخلاف والضجاج)
(من معشرٍ قد جرعوا الحميما ... وطمعوا من زادهم سموما)
(وغيمت أنفاسهم أقداحهم ... وعذبت أقداحها أَرْوَاحهم)