(وَحلق البهار فَوق الآس ... جمجمةً كهامة الشماس)
(حِيَال شيحٍ مثل شيب النّصْف ... وجوهرٍ من زهرٍ مُخْتَلف)
(وجلنارٍ كاحمرار الخد ... أَو مثل أعراف ديوك الْهِنْد)
(والأقحوان كالثنايا الغر ... قد صقلت أنواره بالقطر)
(قل لي أَهَذا حسنٌ بِاللَّيْلِ ... ويلي مِمَّا تشْتَهي وعولي)
(وَأكْثر الفضول والأوصافا ... فَقلت قد حببت لي الخلافا)
(بت عندنَا حَتَّى إِذا الصُّبْح سفر ... كَأَنَّهُ جدول ماءٍ منفجر)
(قمنا إِلَى زادٍ لنا معد ... وقهوةٍ صراعةٍ للجلد)
(كَأَنَّمَا حبابها المنشور ... كواكبٌ فِي فلكٍ تَدور)
(ومسمعٍ يلْعَب بالأوتار ... أرق من نائحة القُماري)
(وَلَا تقل لي قد ألفت منزلي ... فتفسد القَوْل بعذرٍ مُشكل)
(فَقَالَ هَذَا أول الْجُنُون ... مَتى ثوى الضَّب بوادي النُّون)
(دعوتكم إِلَى الصَّباح ثمَّ لَا ... أكون فِيهِ إِذْ أجبتم أَولا)
(لي حاجةٌ لَا بُد من قَضَائهَا ... فتستريح النَّفس من عنائها)
(ثمَّ أجي وَالصُّبْح فِي عنان ... من قبل أَن يغْفر بِالْأَذَانِ)
)
(ثمَّ مضى يوعد بالبكور ... وهز رَأس فرحٍ مسرور)
(فَقُمْت مِنْهُ خَائفًا مرتاعاً ... وَقلت نَامُوا وَيحكم سرَاعًا)
(لتأْخذ الْعين من الرقاد ... حضاً إِلَى تغليسة الْمُنَادِي)
(فمسحت جنوبنا المضاجعا ... وَلم أكن للنوم قبل طَائِعا)
(ثمت قمنا والظلام مطرق ... وَالطير فِي أوكارها لَا تنطق)
(وَقد تبدى النَّجْم فِي سوَاده ... كحلة الراهب فِي حداده)
(وَنحن نصغي السّمع نَحْو الْبَاب ... فَلم نجد حسا من الْكذَّاب)
(حَتَّى تبدت حمرَة الصَّباح ... وأوجع للندمان سَوط الراح)
(وَقَامَت الشَّمْس على الرؤوس ... وَملك السكر على النُّفُوس)
(جَاءَ بوجةٍ بَارِد التبسم ... مفتضحٍ لما جنى مذمم)