للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الدرج مَعَ قوةٍ وأصالة وتسرع فِي الْإِنْشَاء

يكْتب من رَأس قلمه وَله غوصٌ فِي نثره ونظمه مولده فِي شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رحم الله شبابه وَيسر حسابه

مرض فِي مُدَّة عمره مَرضا حاداً مَرَّات ونجاه الله مِنْهَا ثمَّ إِنَّه حصل لَهُ سلعةٌ قرحت مِنْهَا قَصَبَة الرئة وَبَقِي متمرضاً من ذَلِك يَصح آونةً ويعتل أُخْرَى إِلَى أَن قضى نحبه وَكَانَ قد كتب إِلَيّ وَقد انْقَطع فِي بعض علته هَذِه وَلم أعده من أَبْيَات عتاب من الْكَامِل

(مولَايَ كَيفَ كسرتني فهجرتني ... علما بِأَنِّي كَيفَ كُنْتُم راضي)

(أَو قلت إِنِّي لَا أَعُود ممرضاً ... ظنا بِأَنِّي لَا محَالة مَاض)

فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك من الْكَامِل

(أرسلتها مثل السِّهَام مواضي ... نفذت من الْأَعْرَاض فِي أَعْرَاض)

(فَأَتَت وعتبك قد تخَلّل لَفظهَا ... مثل الأفاعي بَين زهر رياض)

(دَعْنِي من الجبروت أَو من أَهله ... لَا تجعلن سوادهم كبياضي)

(حاشاك أَن تمْضِي وسعدك قد غَدا ... مُسْتَقْبلا فِينَا وأمرك مَاض)

)

وَقلت أرثيه رَحمَه الله تَعَالَى من الْكَامِل

(تبْكي الطروس عَلَيْك والأقلام ... وتنوح فِيك على الغصون حمام)

(يَا من حواه اللَّحْد غضاً يانعاً ... وَكَذَا كسوف الْبَدْر وَهُوَ تَمام)

(يَا وَحْشَة الدِّيوَان مِنْك إِذا غَدَتْ ... فِيهِ مهمات الْبَرِيد ترام)

(من ذَا يوفيها مقاصدها على ... مَا يَقْتَضِيهِ النَّقْض والإبرام)

(هَيْهَات كنت بِهِ جمالاً باهراً ... فَعَلَيهِ بعْدك وحشةٌ وظلام)

(أسفي على الْإِنْشَاء وَهُوَ بجلقٍ ... نثاره قد مَاتَ والنظام)

(كم من كتاب سَار عَنْك كَأَنَّهُ ... بردٌ أَجَاد طرازه الرقام)

(إِن كَانَ فِي شرٍّ فقد رد الردى ... وَبِه ترفه ذابلٌ وحسام)

(لم لَا يرد الْبَأْس مَا ألفاته ... مثل القنا وَاللَّام مِنْهُ لَام)

(أَو كَانَ فِي خيرٍ فَكل كَلَامه ... دررٌ يؤلف بَينهُنَّ نظام)

(وكأنما تِلْكَ السطور إِذا بَدَت ... كأسٌ ترشف راحها الأفهام)

<<  <  ج: ص:  >  >>