ثمَّ سلم وقف وَقل بعد تسليمك قَول امرىء مُجَدد عهد
(أَتَرَى أَنكُمْ على مَا عهدنا ... كم عَلَيْهِ أم خنتم الْعَهْد بعدِي)
وَمن شعره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي من السَّرِيع
(قلت لمحبوبي لما بدا ... إِلَيّ يَا مَحْبُوب قلبِي إليا)
(قد عشق النَّاس وَقد واصلوا ... مَا وَقع الْإِنْكَار إِلَّا عليا)
وَمن شعره أَيْضا من الْكَامِل
(عِنْدِي هوى لَك طَال عمر زَمَانه ... لم يبْق لي صبرٌ على كِتْمَانه)
(قد ضل قلبِي من طَرِيق سلوه ... فدليله لَا يَهْتَدِي لمكانه)
(يَا صَاحب الْقلب الَّذِي أفراحه ... تلهيه عَن قلبِي وَعَن أحزانه)
(عَيْني لفقدك قد بَكَى إنسانها ... وجفا الْكرَى شوقاً إِلَى إنسانه)
(يَا من بدا لي حَسَنَة متلطفاً ... فعشقته وطمعت فِي إحسانه)
(كَانَ اعتقادي أَن أفوز بوصله ... فحرمته وَرزقت من هجرانه)
(كَانَ الرقاد لصيد طيفك حيلتي ... فسلبته وفجعته بعيانه)
)
(ومنعتني أَن أجتني من وَصله ... ثمرأً يطيب جناه قبل أَوَانه)
(ضمن التلطف مِنْك وَصلي فِي الْهوى ... لَكِن أَطَالَ وَمَا فى بضمانه)
(خوف الْفِرَاق إِلَى حماك يسوقني ... فمتي أفوز من اللقا بأمانه)
وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط
(يَا رايس الْحبّ أدركني فقد وحلت ... مراكب بِي فِي بَحر أشواقي)
(ولي بضَاعَة صبرٍ ضَاعَ أَكْثَرهَا ... وَقد غَدا ذَا الْهوى يسْتَغْرق الْبَاقِي)
قلت وَشعر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي كثيرٌ وَكله من هَذَا النمط يتدفق سلامةٌ ويذوب حلاوةً لمن يَذُوق مِنْهَا قَوْله من الطَّوِيل
(تفقهت فِي عشقي لمن قد هويته ... ولي فِيهِ بالتحرير قولٌ وَمذهب)
(وللعين تنبيهٌ بِهِ طَال شَرحه ... وللقلب مِنْهُ صدق ودٍّ مهذب)
وَقَوله من الْخَفِيف
(مد لي من أحب حَبل صدودٍ ... حِين أَوْهَى تجلدي واصطباري)